كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 8)

وروى أَبو نعيم في الحلية من طريق مالك بن دينار قال مر عامر بن عبد قيس بقافلة حبسها الأسد فقال ما لكم قالوا الأسد فمر هو حتى أصاب ثوبه فم الأسد.
وروى ابن المبارك في الزهد من طريق بلال ابن سَعد أن عامر بن عبد قيس وشى به إلى عثمان فأمر أن ينفي إلى الشام على قتب انزله معاوية الخضراء وبعث اليه بجارية وامرها ان تعلمه ما حاله فكان يقوم الليل كله ويخرج من السحر فلا يعود الا بعد العتمة ولا يتناول من طعام معاوية شيئا كان يجيء معه بكسر فيجعلها في ماء فيأكلها ويشرب من ذلك الماء.
فكتب معاوية إلى عثمان بحاله فامره ان يصله ويدنيه فقال لا ارب لي في ذلك قال بلال ابن سَعد فأخبرني من رآه بأرض الروم على بغلته تلك يركبها عقبة ويحمل عليها عقبه.
وعند بن أبي الدنيا من طريق عامر بن يسار سمعت المعلى بن زياد يقول كأن عامر بن عَبد الله دعا ربه ان يهون عليه الطهور في الشتاء فكان يؤتى بالماء له بخار وسأل ربه ان ينزع منه شهوة النساء من قلب ففعل فكان لا يبالي من لقى اذكر أم أنثى، وكان إذا غزا قال اني لاستحى من ربي أن أخشى غيره.
ورَوى ابن المبارك في الزهد من طريق العلاء بن الشخير، عَن عامر بن عبد قيس كان يأخذ عطاءه فيجعله في طرف ثوبه فلا يلقاه أحد من المساكين الا أعطاه فإذا دخل بيته رمى به إليهم فيجدونها فيجونها سواء كما أعطيها.
وعن ضمرة، عَن ابن عطاء، عَن أَبيه قال قبر عامر بن عَبد الله ببيت المقدس وقال غيره: وذلك في خلافة معاوية.

الصفحة 109