كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 8)
وقد روى عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وما أظنه رآه ولا سمع منه.
كَذا قَال واثبت بن حبان له الرؤية وهو كذلك.
وقال ابن مَنْدَه: في الصحابة مات النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وله ثلاث عشرة سنة.
كَذا قَال وهو خطأ واضح فقد ذكر عمر بن شبة في أخبار البصرة أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وعلى آله وسلم وجد يوم الفتح عند عمير بن قتادة الليثي خمس نسوة فقال فارق أحداهن ففارق دجاجة بنت الصلت فتزوجها عامر بن كريز فولدت له عَبد الله فعلى هذا كان له عند الوفاة النبوية دون السنتين وهذا هو المعتمد.
الحديث المذكور أَخرجه ابن قانع، وابن مَنْدَه من طريق مصعب الزبيري حدثني أبي، عَن جدي مصعب بن ثابت، عَن حنظلة بن قيس، عَن عَبد الله بن الزبير وعبد الله بن عامر ان رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم قال من قتل دون ماله فهو شهيد وليس في السياق تصريح بسماعه فهو مرسل.
وكان عَبد الله جوادا شجاعا ميمونا ولاه عثمان البصرة بعد أبى موسى الأشعري سنة تسع وعشرين وضم اليه فارس بعد عثمان بن أبي العاص فافتتح خراسان كلها واطراف فارس وسجستان وكرمان وغيرها حتى بلغ أعمال غزة وفي امارته قتل يزدجرد آخر ملوك فارس واحرم بن عامر من نيسابور شكرا لله تعالى وقدم على عثمان فلامه على تغريره بالنسك وقدم بأموال عظيمة ففرقها في قريش والأنصار.