كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 8)

قلت: ولابن مطيع مع بن عمر في ذلك قصة مروية في صحيح البُخارِيّ.
وأخرج مسلم والبُخارِيّ، في "الأدب المفرد" من طريق الشعبي عنه، عَن أَبيه حديثا يأتي في ترجمة أَبيه.
وأخرج البغوي من طريق داود بن أبي هند، عَن محمد بن أبي موسى قال كنت واقفا مع عَبد الله بن مطيع بن الأَسود بعرفات فذكر أثرا موقوفا.
قال الزبير بن بكار حدثني عمي، قال: كان ابن مطيع من رجال قريش شجاعة ونجدة وجلدا فلما انهزم أهل الحرة قتل عَبد الله بن طلحة وفر عَبد الله بن مطيع فنجا حتى توارى في بيت امرأة من حيث لا يشعر به أحد فلما هجم أهل الشام على المدينة في بيوتهم ونهبوهم دخل رجل من أهل الشام دار المرأة التي توارى فيها بن مطيع فرأى المرأة فأعجبته فواثبها فامتنعت منه فصرعها فاطلع بن مطيع على ذلك فدخل فخلصها منه وقتل الشامي فقالت له المرأة بأبي أنت وأمي من أنت.
ثم سكن عَبد الله بن مطيع مكة ووازا بن الزبير على امره لما ادعى الخلافة بعد موت يزيد بن معاوية فأرسله عَبد الله بن الزبير إلى الكوفة أميرا ثم غلبه عليها المختار بن أبي عبيد فأَخرجه فلحق بابن الزبير فكان معه إلى ان قتل معه في حصار الحجاج له، وكان يقاتل أهل الشام وهو يرتجز:
أنا الذي فررت يوم الحرة ... والحر لا يفر الا مرة
وهذه الكرة بعد الفرة ...
وقتل عَبد الله بن مطيع يومئذ وحملت رأسه مع رأس عَبد الله بن الزبير فقال يحيى بن سعيد، الأَنصارِيّ اذكر اني رأيت ثلاثة ارؤس قدم بها المدينة رأس بن الزبير ورأس بن مطيع ورأس صفوان أَخرجه البُخارِيّ في التاريخ وعلى بن المديني، عَن ابن عيينة عنه قال على قتلوا في يوم واحد.
قلت: وكان ذلك في أول سنة أربع وسبعين.

الصفحة 36