كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 8)
وفي آخر القصة عند الزبير في الموفقيات أن عبد الرحمن قال لمعاوية أتعزلني بعد أن وليتني بغير حدث أحدثه والله لو أنا بمكة على السواء لانتصفت منك. فقال معاوية ولو كنا بمكة لكنت معاوية بن أبي سفيان بن حرب منزلي بالأبطح ينشق عنه الوادي وأنت عبد الرحمن بن خالد بن الوليد منزلك بأجياد أسفله عذرة واعلاه مدرة.
قال الزبير، وكان عبد الرحمن عظيم القدر عند أهل الشام، وكان كعب بن جعيل
الشاعر المشهور التغلبي كثير المدح له فلما مات عبد الرحمن قال معاوية لكعب بن جعيل قد كان عبد الرحمن صديقا لك فلما مات نسيته قال كلا ولقد رثيته بأبيات ذكرها ومنها:
ألا تبكي وما ظلمت قريش ... بإعوال البكاء على فتاها
ولو سئلت دمشق وبعلبك ... وحمص من أباح لكم حماها
بسيف الله أدخلها المنايا ... وهدم حصنها وحوى قراها
وأنزلها معاوية بن صخر ... وكانت أرضه أرضا سواها
وأنشد الزبير لكعب بن جعيل في رثاء عبد الرحمن عدة أشعار، وكان المهاجر بن خالد بلغه أن ابن أثال الطبيب، وكان نصرانيا دس على أخيه عبد الرحمن سما فدخل إلى الشام واعترض لابن أثال فقتله ثم لم يزل محالفا لبني أمية وشهد مع ابن الزبير القتال بمكة.
قال خليفة، وأَبو عبيد ويعقوب بن سفيان وغيرهم مات سنة ست وأربعين زاد أَبو سليمان بن زبر قتله بن أثال النصراني بالسم بحمص.