كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 8)

فظننته بعض السيارة وقصدت الصوت فلما بلغت موضعه تسمعت فلا حس فقف شعري وعلمت أنه بعض الجن فأنشأت أقول:
لك الخير قد اسمعتني قول هاتف ... ونبهت حوسا قلبه غير خائف.
فاجابني وكأنه تحت ناقتى:
لحا الله أقواما أرادوا محمدا ... بسوء ولا اسقاهم صوب ماطر
عكوفا على الأوثان لا يتركونا ... وقد أم دين الله أهل البصائر.
فمضيت لوجهي وفي ما سمعت فأصبت رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم وآله سلم في بني عبد الأشهل يتحدث وقد أخبرهم، عَن كل ما اتفق وقال سيطلع عليكم الآن فلا تهيجوه وكنت لا اعرفه فقلت لصبي أين هو محمد، القُرشِيّ الذي قدم عليكم فنظر إلى متكرها وقال ويلك ثكلتك أمك لولا انك غريب جاهل لأمرت بقتلك الا تقول أين رسول الله هو ذاك عند النخلة العوجاء عند اصحابه فائته فإنك إذا رأيته اكبرته وشهدت بتصديقه وعلمت انك لم تر قبله مثله قال فنزلت، عَن راحلتي ثم اتيته فأخبرني بما اتفق لي مع أبي سفيان ومع الهاتف ثم دعاني إلى الإسلام فأسلمت وهو القائل:
ألا ابلغا صخر بن حرب رسالة ... بأني رأيت الحق عند بن هاشم
رأيت امرأ يدعو إلى البر والتقي ... عليما بأحكام الهدي غير ظالم
فأخبرني بالغيب عما رأيته ... واسررته من معشر في مكاتم

الصفحة 522