كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 8)

وقال المرزباني كان الفرزدق منشدا جوادا فاضلا وجيها عند الخلفاء والامراء وأكثر أهل العلم يقدمونه على جرير ومن تشبيهات الفرزدق قوله:
والشيب ينهض في الشباب كأنه ... ليل يصيح بجانبيه نهار.
وهو القائل:
تصرم عنى ود بكر بن وائل ... وما خلت دهري ودهم يتصرم
قوارص تاتيني ويحتقرونها ... وقد يملأ القطر الإناء فيعمم.
وقال المرزباني وفد غالب على علي ومعه ابنه الفرزدق فقال له من أنت قال انا غالب بن صعصعة المجاشعي قال ذو الإبل الكثيرة قال نعم قال فما فعلت ابلك قال دعدعتها الحقوق والنوائب قال ذاك خير سبيلها، فقال: من هذا الفتى معك قال ابني الفرزدق وهو شاعر فقال علمه القرآن فأنه خير له من الشعر قال فكان ذلك في نفس الفرزدق حتى قيد نفسه وآلى ان لا يحل نفسه حتى يحفظ القرآن.

الصفحة 586