كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 8)

وأخرج الشافعي والبُخارِيّ في التاريخ من طريق سعيد بن المسيب ان عبد الملك قضى في نسائه وذلك أنه تزوج ثلاثا في مرض موته على امرأته فأجاز ذلك عبد الملك.
وأخرج مسلم والنسائي من طريق أبي عبيدة، عَن عَبد الله بن مسعود، عَن كعب بن عجرة أنه دخل المسجد يعني بالكوفة وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا فقال انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا وقال الله عز وجل ?وتركوك قائما? الحديث.
وخلط ابن مَنْدَه وتبعه أَبو نعيم، وابن عساكر ترجمته بترجمة عبد الرحمن بن أبي عقيل الثَّقفي والفرق بينهما ظاهر فان الماضي صحيح الصحبة صرحوا بأنه وفد على النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وروى ذلك عنه صحابي مثله وأما هذا فلم يثبت له رؤية إلا بالتوهم.
والسبب في التخليط ان البُخارِيّ اخرج من طريق وكيع أنه نسب هذا فقال عبد الرحمن بن عَبد الله بن أبي عقيل فظن من بعده ان عبد الرحمن بن أبي عقيل نسب لجده وليس كذلك بل هو ظاهر في ان جده عثمان، يُكنى أَبا عقيل ويدل على مغايرتهما اختلاف سياق نسبهما كما تقدم في الأول وذكر هنا والله أعلم.

الصفحة 60