كتاب موسوعة أحكام الطهارة - الدبيان - ط 2 (اسم الجزء: 9)

المبحث الثالث:
في محل النية
أكثر الفقهاء على أن النية محلها القلب (¬١).
وقيل: محلها الدماغ، وهو رواية عن أحمد (¬٢)، ونسب هذا القول لأبي حنيفة (¬٣).
---------------
(¬١) الفتاوى الكبرى (٢/ ٩٥)، أدب الدنيا والدين - علي بن محمد الماوردي (ص:١٨) أسنى المطالب (٤/ ٥٩)، إغاثة اللهفان (١/ ١٣٦)، حاشيتا قليوبي وعميرة (١/ ٣٥)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (٢/ ٤٦٩).
(¬٢) قال في شرح الكوكب المنير (٢٥): المشهور عن أحمد أنه في الدماغ، وقاله الطوفي والحنفية. اهـ العدة (١/ ٨٩)، التمهيد (١/ ٤٨)، شرح الكوكب المنير (١/ ٨٤).
(¬٣) جاء في البحر المحيط (١/ ١٢٢): اختلفوا في محله:
فقيل لا يعرف محله, وليس بشيء.
وعلى المشهور فيه ثلاثة أقوال , وعند أصحابنا -كما نقله ابن الصباغ وغيره - أنه القلب; لأنه محل لسائر العلوم.
وقالت الفلاسفة والحنفية: الدماغ, والأول منقول عن أحمد والشافعي ومالك, والثاني: منقول عن أبي حنيفة حكاه الباجي عنه, ورواه ابن شاهين عن أحمد بن حنبل أيضا. والثالث: أنه مشترك بين الرأس والقلب.
وقال الأشعري: لكل حاسة منه نصيب, وهذا يصلح أن يكون قولاً رابعاً.
وذكر إمام الحرمين في " النهاية " في باب أسنان إبل الخطأ: أنه لم يتعين للشافعي محله، وهذا يصلح أن يكون قولا خامساً.
وقيل: الصدر, ولعل قائله أراد القلب.
وقيل: هو معنى يضيء في القلب, وسلطانه في الدماغ; لأن أكثر الحواس في الرأس، ولهذا قد يذهب بالضرب على الدماغ، حكاه ابن سراقة، قال: وقال آخرون من أصحابنا: هو قوة وبصيرة في القلب منزلته منه منزلة البصر من العين. الخ كلامه رحمه الله.

الصفحة 87