كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 10 """"""
وعن أبي هريرة رضى الله عنه ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أتاني جبريل فأخذ بيدي ، فأراني باب الجنّة الذي تدخل منه أمّتي ، فقال أبو بكر : وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : " إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنّة من أمّتي " . وعن أبي أمامة قال : استطال أبو بكر ذات يوم على عمر ، فقام عمر مغضباً ، فقام أبو بكر فأخذ بطرف ثوبه ، فجعل يقول : ارض عنى ، اعف عنّى ، عفا الله عنك حتى دخل عمر الدّار وأغلق الباب دون أبي بكر ولم يكلّمه ؛ فبلغ ذلك النبي صلّى الله عليه وسلم فغضب لأبي بكر ، فلمّا صلّى الظهر جاء عمر ، فجلس بين يديه ، فصرف النبي صلّى الله عليه وسلم وجهه عنه ، فتحوّل يمينّا فصرف وجهه عنه ، فلمّا رأى ذلك ارتعد وبكىّ ، ثم قال : يا رسول الله ، قد أرى إعراضك عنى ، وقد علمت أنك لم تفعل هذا إلا لأمر قد بلغك عنى ، موجدة علي في نفسك وما خير حياتي وأنت علي ساخط وفي نفسك علىّ شىء فقال : " أنت القائل لأبي بكر كذا وكذا ، ثم يعتذر إليك فلا تقبل منه " ثم قام النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال : " إنّ الله عز وجل بعثنى إليكم جميعا ، فقلتم : كذبت ، وقال صاحبي : صدقت ؛ فهل أنتم تاركون لي صاحبي فهل أنتم تاركون لي صاحبي فهل أنتم تاركون لي صاحبي " ثلاثا . فقام عمر بن الخطاب ، فقال : يا رسول الله ، رضيت بالله ربّا . وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا . فقام أبو بكر فقال : والله لأنا بدأته ، ولأنا كنت أظلم ، فأقبل عمر على أبي بكر فقال : ارض عنى رضى الله عنك ، فقال أبو بكر : يغفر الله لك فذهب عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) غضبه .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " لقد هممت أن أبعث رجالاً من أصحابي إلى ملوك الأرض يدعونهم إلى الإسلام كما بعث عيسى بن مريم الحواريين " .
قالوا : يا رسول الله ، أفلا تبعث أبا بكر وعمر فهما أبلغ فقال : " لا غنى لى عنهما ؛ إنما منزلتهما من الدّين منزلة السمع والبصر من الجسد " .
وعن أنى أروى الدّوسى ، قال : كنت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم جالسا ، فطلع أبو بكر وعمر ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : " الحمد لله الذي أيّدنى بكما " .
وعن علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأبى بكر : " يا أبا بكر ، إن الله أعطاني ثواب من آمن بي منذ خلق آدم إلى أن تقوم الساعة ، وإن الله أعطاك يأبا بكر ثواب من آمن بي منذ بعثتي إلى يوم تقوم الساعة " وعن أبي سعيد الخدرىّ رضى الله عنه ، قال : قال رسول سول صلى الله عليه وسلّم : " لي وزيران من أهل السماء : جبريل وميكائيل ولي وزيران من أهل الأرض : أبو بكر وعمر " .

الصفحة 10