كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 11 """"""
وعن ابن عبّاس رضى الله عنهما : أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال لأبى بكر وعمر : " ألا أخبر كما بمثلكما من الملائكة ، ومثلكما في الأنبياء ؟ أمّا مثلك أنت يا أبا بكر في الملائكة فمثل ميكائيل ينزل بالرحمة ، ومثلك أيضاً في الأنبياء كمثل إبراهيم إذ كذّبه قومه ، وصنعوا به ما صنعوا ، فقال : " فمن تبعني فإنّه منّى ومن عصاني فإنك غفور رحيم " . ومثلك يا عمر في الملائكة كمثل جبريل ، ينزل بالبأس والشدّة والنقمة على أعداء الله ؛ ومثلك في الأنبياء كمثل نوح إذ قال : " ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا " وعن عمّار بن ياسر ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " أتاني جبريل آنفّا ، فقلت له : يا جبريل آنفّا ، فقلت له : يا جبريل ، حدثني بفضائل عمر ابن الخطاب في السماء . فقال : يا محمد ، لو حدّثتك بفضائل عمر بن الخطاب في السّماء مثل ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ما نفدت فضائل عمر ، وإنّ عمر حسنة من حسنات أبي بكر " .
وعن أبى هريرة رضى الله عنه ، قال : هبط جبريل على النبي صلّى الله عليه وسلّم فوقف ثلاثا يناجيه ؛ فمرّ أبو بكر الصديق فقال جبريل : يا محمّد ، هذا ابن أبى قحافة ؛ قال : يا جبريل ، وتعرفونه في السماء ؟ قال : إي والذي بعثك بالحقّ ؛ لهو أشهر في السماء منه في الأرض ، وإن اسمه في السماء للحليم " .
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه سلم : " لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح " .
وعن عبد الرحمن بن أبي بكر ؛ أنّه كان يوم بدر مع المشركين ، فلمّا أسلم قال لأبيه : لقد اهتد فت لي يوم بدر ، فصرفت ، عنك ولم أقتلك ؛ فقال أبو بكر : لكنّك لو اهتد فت لي لم أنصرف عنك .
وعن ابن غنم ، أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال لأبي بكر ، وعمر : " لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما " . وعن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : " أتاني جبريل فقال : يا محمد ، إن الله يأمرك أن تستشير أبا بكر " .
وعن أنس قال : كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج إلى المسجد ومعه المهاجرون والأنصار ، ما أحد منهم يرفع رأسه من حبوته إلا أبو بكر وعمر ، فإنّه كان يبتسم إليهما ويبتسمان إليه .

الصفحة 11