كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 12 """"""
وعن الزّبير بن العوّام ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غزوة تبوك : " اللّهمّ بارك لأمتي في أصحابي ، فلا تسلبهم البركة ، وبارك لأصحابي في بكر ، فلا تسلبه البركة ، واجمعهم عليه ، ولاتشتّت أمره ؛ فإنه لم ينزل يؤثر أمرك على أمره . اللهم أعن عمر ابن الخطاب ، وصبّر عثمان بن عفّان ، ووفّق علي بن أبي طالب ، وثبّت الزبير ، واغفر لطلحة ، وسلّم سعدا ، ووقّر عبد الرحمن ، وألحق بي السّابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان .
وقيل : لمّا قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حجّة الوداع صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : " يأيّها الناس ، إنّ أبا بكر لم يسؤني قطّ ، فاعرفوا ذلك له . يأيها الناس ، إنّي راض عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب ، وطلحة ابن عبيد الله والزّبير بن العوام وسعد بن مالك وعبد الرحمن ابن عوف والمهاجرين الأولين ، فاعرفوا ذلك لهم . يأيّها الناس ، إنّ الله قد غفر لأهل بدر والحديبية . يأيّها الناس ، احفظوني في أحبابي وأصهاري وفي أصحابي ، لا يطلبنّكم الله بمظلمة أحد منهم ، فإنها ليست فيما يوهب . يأيّها النّاس ، ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين ، إذا مات الرجل ، فلا تقولوا فيه إلا خيرا " ، ثم نزل صلّى الله عليه وسلّم .
وعن عمرو بن العاص ، أنّه أتى النبي صلّى الله عليه وسلّم ، فقال : أيّ الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة ، قال : من الرجال ، قال : أبوها . قال : ثم من ؟ قال : عمر .
وعن عبد الله بن أبي أوفى ، قال : كنّا مع النبي صلّى الله عليه وسلّّم ، فقال : " إني مشتاق إلى إخواني " ، فقلنا : أو لسنا إخوانك يا رسول الله قال : " كلاّ ، أنتم أصحابي وإخواني " فجاء أبو بكر الصديق ، فقال عمر : إنه قال : " إني لمشتاق إلى إخواني ، فقلنا : ألسنا إخوانك ؟ فقال : لا ، إخواني قوم يؤمنون بي ولم يروني . فقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " ألا تحبّ قوماً بلغهم أنّك تحبني فأحبوك لحبّك إياى ، فأحبهم الله " وعنه قال : رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم متّكئاً على على ، وإذا أبو بكر وعمر قد أقبلا ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " أحبّهما فحبّهما يدخل الجنّة " .
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : " حبّ أبي بكر وشكره واجب على أمتي " .
وعنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " حبّ أبى بكر وعمر إيمان ، وبغضهما كفر " .
وعن ابن عمر رضى الله عنه ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " لمّا ولد أبو بكر الصّديق أقبل الله تعالى على جنّة عدن ، فقال : وعزتي وجلالى لا أدخلك إلّا من يجبّ هذا المولود " - يعنى أبا بكر .

الصفحة 12