كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)
"""""" صفحة رقم 197 """"""
وقيل : إنما كتب عمر في أهل سلطيس خاصة يقول : من كان منهم في أيديكم ، فخيروه بين الإسلام ، فإن أسلم فهو من المسلمين ، له مالهم ، وعليه ماعليهم ، وإن اختار دينه فخلوا بينه وبين قريته ، وأن تجعل القرى التي ظاهرت مع الإسكندرية ذمة المسلمين ، يضربون عليها الخراج .
ذكر من قال إن مصر فتحت عنوة
.
قال : وقد ذهب آخرون إلى أن مصر فتحت عنوة بغير عهد ولا عقد .
روى عن سفيان بن وهب الخولاني ، قال : لما فتحنا مصر بغير عهد قام الزبير بن العوام ، فقال : أقسمها يا عمرو ، فقال عمرو : والله لا أقسمها حتى أكتب إلى أمير المؤمنين . فكتب إلى عمر ، فأجابه أن أقرها حتى يغزو منه حبل الحبلة .
وقيل : إن الزبير صولح على شيء أرضى به .
وروى ابن لهيعة بسنده إلى عمرو بن العاص أنه قال : لقد قعدت مقعدي هذا وما لأحد من قبط مصر على عهد ، إن شئت قتلت ، وإن شئت خمست ، وإن شئت بعت إلا أهل انطابلس ؛ فإن لهم عهداُ نوفي لهم به .
وعن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أن عمرو بن العاص فتح مصر بغير عهد ولا عقد ، وأن عمر بن الخطاب حبس درها وضرعها ؛ أن يخرج منه شيء نظراً للإسلام وأهله .
وعن عروة بن الزبير : أن مصر فتحت عنوة .
وعن عبد الملك بن جنادة قال : كتب حيان بن شريح - وكان من أهل مصر من موالي قريش - إلى عمر بن عبد العزيز يسأله أن يجعل جزية موتى القبط على أحيائهم . فسأل عمر عراك بن مالك ، فقال عراك : ما سمعت لهم بعهد ولا عقد .
فكتب عمر بن عبد العزيز إلى حيان ، أن يجعل جزية مولى القبط على أحيائهم .
وعن عبد الله بن بكير قال : خرج أبو سلمة بن عبد الرحمن يريد الاسكندرية في سفينة ، فاحتاج إلى رجل يجذف به ، فسخر رجلاً من القبط ، فكلم في ذلك فقال : إنهم بمنزلة العبيد إن احتجت إليهم .