كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 199 """"""
والبرابي وغير ذلك من المباني ، وما وضعوه بها من العجائب والطلمسات والحكم ، وماأثاروا من المعادن وما دبروه من الصنعة وما شقوه وانبطوه من الأنهار ، وغير ذلك من أخبارها وعجائبها ، وذلك في الباب الثاني من القسم الرابع م الفن الخامس ، وهو في السفر الثاني عشر ، والثالث عشر من هذا الكتاب ، فلا اعتراض بعد ذلك على ولا تقصير تنتسب نسبته إلى .
ولنأخذ الآن في أخبار الإسكندرية ، قال أبو الحسن على بن عبد الله المسعودي رحمه الله في كتابه المترجم ) بمروج الذهب ( .
ذكر جماعة من أهل العلم أن الإسكندر المقدوني لما استقام ملكه في بلاده ، سار يختار أرضاً صحيحة الهواء ، والتربة والماء ، فانتهى إلى موضع الإسكندرية ، فأصاب في موضعها أثار بنيان وعمداً كثيرة من الرخام ، وفي وسطها عمود عظيم مكتوب عليه بالقلم المسند وهو القلم الأول من أقلام حمير وملوك عاد : ) إنا شداد بن عاد ، شددت بساعدي البلاد ، وقطعت عظيم العماد ، من الجبال والأطواد ، وأنا بنيت إرم ذات العماد ، والتي لم يبن مثلها في البلاد ، وأردت أن أبني هاهنا كإرم ، وأنقل إليها كل ذي قدم وكرم ، من جميع العشائر والأمم ، وذلك إذ لاخوف ولا هرم ، ولا اهتمام ولا سقم ، فأصابني ما أعجلني ، وعما أردت إليه قطعني مع وقوع ما أطال همي وشجني ، وقل نومي وسكني ، فارتحلت بالأمس عن داري ، لا لقهر ملك جبار ، ولا خوف جيش جرار ، ولا عن رغبة ولا صغار ؛ ولكن لتمام الأقدار ، وانقطاع الآثار ، وسلطان العزيز الجبار ، فمت رأى أثري ، وعرف خبري ، وطول عمري ، ونفاذ بصري ، وشدة حذري ، فلا يغتر بالدنيا بعدي ( . . .
وكلام كثير يرى فيه فناء الدنيا ، ويمنع من الاغترار بها ، والسكون إليها ، لم يذكره المسعودي .

الصفحة 199