كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 205 """"""
وألا يضربوا الجزية إلا على من جرت عليه المواسي ، ولا يضربوا على النساء ، ولا على الولدان ، ولا يدعوهم يتشبهون بالمسلمين في لبوسهم .
قال : ولما استوسق لعمر بن العاص الأمر ، وأقر قبط مصر على جباية الروم ، وكان جبايتهم بالعدل : إذا عمرت القرية ، وكثر أهلها زيد عليهم ، فإذا قل أهلها وخربت نقصوا . فكانوا يجمعون خراج كل قرية وما فيها من الأرض العامرة . فيبدرون فيخرجون من الأرض فدادين لكنائسهم وحماماتهم ، ثم يخرج منهم عدد لضيافة المسلمين .
ونزول السلطان ، فإذا فرغوا ، نظروا إلى ما في كل قرية من الصناع والأجراء فقسموا عليهم بقدر احتمالهم ؛ فإن كانت فيها جالية قسموا عليها بقدر احتمالها ، وقلما كانت تكون إلا للرجل المنتاب أو المتزوج ، ثم ينظر ما بقي من الخراج فيقسمونه بينهم على عدد الأرض ، ثم يقسمون ذلك بين من يريد الزرع منهم على قدر طاقتهم ، فإن عجز عنه على الاحتمال ، وإن كان منهم من يريد الزيادة ، أعطى ما عجز عنه أهل الضعف فإن تشاحوا قسموا ذلك على عدتهم ، وكانت قسمتهم على قراريط ، الدينار بأربعة وعشرين قيراطاً ، يقسمون هذه الأرض على ذلك .
قال : وكذلك روى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : ) انكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط ، فاستوصوا بأهلها خيراً ( .
قال : وجعل عليهم لكل فدان نصف إرد قمحاً ، وويبتين من شعير إلا القرط فلم تكن عليه ضريبة ، والويبة يومئذ ستة أمداد كأنه يريد بذلك البدار .
قال : وروى عن الليث بن سعد رحمه الله ، أن عمرو بن العاص جبى مصر أثني عشر ألف ألف دينار .
وقال غير الليث : جباها المقوقس قبله بسنة عشرين ألف ألف دينار . قال الليث : وجباها عبد الله بن سعد حين استعمله عليها عثمان أربعة عشر ألف ألف دينار .
فقال عثمان لعمرو : يا أبا عبد الله : درت بعدك اللقحة بأكثر من درها الأول . فقال عمرو : أضررتم بولدها .

الصفحة 205