كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)
"""""" صفحة رقم 212 """"""
وفيها ضرب عمر رضي الله عنه ابنه عبد الله وأصحابه في شراب شربوه ، وضرب أيضاً أبا محجن الثقفي في الشراب .
وفيها حج عمر رضي الله عنه بالناس .
وكان العمال على مكة : عتاب بن أسيد وفي قول ، وعلى اليمن يعلى ابن منية ، وعلى الكوفة سعد بن أبي وقاص ، وعلى الشام أبو عبيدة بن الجراح ، وعلى البحر عثمان بن أبي العاص ، وقيل : العلاء بن الحضرمي ، وعلى عمارة حذيفة بن محصن .
وفيها مات أبو قحافة . والد أبو بكر الصديق رضي الله عنهما ، ومات سعد بن عبادة الأنصاري ، وكان أسن من أسلم ممن بني هاشم رضي الله عنه .
ذكر فرض العطاء وعمل الديوان
سنة خمس عشرة
: وفي هذه السنة فرض عمر رضي الله عنه للمسلمين الفروض ، ودون الدواوين ، وأعطى العطايا على السابقة في الإسلام لا على البيوت .
قال : ولما فرض العطايا أعطى صفوان بن امية والحارث بن عشام وسهيل بن عمرو في أهل الفتح أقل مما أعطى من قبلهم ، فامتنعوا من أخذه ، وقالوا : لا نعترف أن يكون أحد أكرم منا ، فقال : إنى إنما أعطيتهم على السابقة في الإسلام لا في الأحساب ، فقالوا : نعم إذن ، وأخذوا .
وخرج الحارث وسهيل بأهليهما نحو الشام ، فلم يزالا مجاهدين حتى أصيبا في بعض تلك الدروب . وقيل : ماتا في طاعون عمواس .
وقيل : لما أراد عمر وضع الديوان ، قال له علي بن أبي طالب ، كرم الله وجهه وعبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنهم : أبدأ بنفسك . فقال : لا ، بل أبدأ بعم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ثم الأقرب فالأقرب ، ففرض للعباس ، وبدأ به ، وجعل له خمسة وعشرين ألفاً ، وقيل : فرض له اثني عشر ألفاً ثم فرض لأهل بدر لكل منهم خمسة آلاف ، وألحق بهم أربعة لم يكونوا منهم وهم : الحسن والحسين . أبو ذر وسلمان رضي الله تعالى عنهم .