كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 213 """"""
وفرض لمن بعد بدر إلى الحديبية لكل منهم أربعة آلاف ، وفرض لمن بعد الحديبية إلى قتال الردة ، لكل منهم ثلاثة آلاف ، كان منهم من شهد الفتح .
وفرض لأهل الأيام قبل القادسية ، وأهل الشام ، في ألفين ألفين . وفرض لأهل البلاء منهم في ألفين وخمسمائة ، فقيل له : لو ألحقت أهل القادسية بأهل الأيام قال : لم أكن لألحقهم بدرجة من لم يدركوا . وقيل له : قد سويت من بعدت داره بمن قربت داره ، وقاتلهم عن فنائه ، فقال : من قربت داره أحق بالزيادة ، لأنهم كانوا ردءاً للحتوف ، وشحى للعدو ، فهلا قال المهاجرون مثل قولكم حين سوينا بين السابقين منهم والأنصار فقد كانت نصرة الأنصار بفنائهم وهاجر إليهم المهاجرون من بعد . والله أعلم .
وفرض لمن بعد القادسية واليرموك ألفاً ألفاً .
وفرض للروادف التي في خمسمائة خمسمائة ، وللروادف الثلث في ثلثمائة ، سوى كل طبقة في العطاء ، قويهم وضعيفهم ، عربيهم وعجميهم . وفرض للروادف الربع فيها مائتين وخمسين .
وفرض لمن بعدهم وهم أهل هجر والعباد على مائتين .
وأعطى نساء رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رضي الله عنهن عشرة آلاف عشرة آلاف إلا من جري عليها الملك . فقال نسوة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ما كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يفضلنا عليهن في القسمة ، فسو بيننا ؛ ففعل ، وفضل عائشة رضي الله عنها بألفين لمحبة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إياها ، فلم تأخذها .
وجعل لنساء أهل بدر خمسمائة خمسمائة ، ونساء من بعدهم إلى الحديبية أربعمائة أربعمائة ، ونساء من بعدهم إلى الأيام ثلثمائة ثلثمائة ، ونساء أهل القادسية مائتين مائتين ، ثم سوى بين النساء بعد ذلك .
وجعل الصبيان سواء على مائة مائة ، ثم جمع ستين مسكيناً وأطعمهم الخبز ، فأحصوا ما أكلوا ، فوجدوه يخرج من جريبين ، ففرض لكل إنسان منهم ولعياله جريبين في الشهر . وقال عمر رضي الله عنه قبل موته : لقد هممت أن أجعل العطاء أربعة آلاف أربعة آلاف ، ألف يجعلها الرجل في أهله ، وألف يتزودها معه ، وألف يتجهز بها ، وألف يرتفق بها ، فمات قبل أن يفعل .

الصفحة 213