كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)
"""""" صفحة رقم 215 """"""
سنة ست عشرة
: وفي هذه السنة حج عمر رضي الله عنه بالناس ، وفيها غرب عمر رضي الله عنه أبا محجن الثقفي إلى ناصع .
وفيها حمى الربذة بخيل المسلمين .
وفيها ماتت مارية أم إبراهيم بن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وصلى عليها عمر ، ودفنها بالبقيع ؛ وذلك في المحرم .
وفيها كتب عمر التاريخ بمشورة علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وفيها حج عمر بالناس ، واستخلفعلى المدينة زيد بن ثابت . والله تعالى أعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمآب ، وهو حسبي ونعم الوكيل .
ذكر بناء الكوفة والبصرة
سنة سبع عشرة
في هذه السنة اختطت الكوفة والبصرة ، وتحول سعد بن أبي وقاص من المدائن إلى الكوفة ، وكان سبب ذلك أن سعداً أرسل عمر بما فتح الله عليه ، فلما رأى الوفد سألهم عن تغير الوانهم وحالهم ؛ فقالوا : وخومة البلاد غيرتنا فأمرهم أن يرتادوا منزلاً ينزله الناس .
وقيل : بل كتب حذيفة إلى عمر : إن العرب قد نزفت بطونه ، وخفت أعضاؤها ، وتغيرت ألوانها . وكان مع سعد ، فكتب عمر إلى سعد : أخبرني ما الذي غير ألوان العرب ولحومهم ؟ فكتب إليه : إن الذي غيرهم وخومة البلاد ، وأن العرب لا يوافقها إلا ما وافق إبلها من البلدان . فكتب إليه أن أبعث سلمان وحذيفة فيرتادوا منزلاً برياً بحرياً ، ليس بيني وبينكم بحر ولا جسر ، فارسلهما سعد .