كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 220 """"""
قال : وذهب ليصلي بالناس الظهر ، فمنعه أبو بكرة ، فقال : والله ما تصلي بنا وقد فعلت ما فعلت . فقال الناس : دعوه فليصل ، فإنه الأمير . ثم تقاربوا في الرواية فقاموا : وكتبوا إلى عمر ، فبعث أبا موسى أميراً على البصرة ، وأمره بلزوم السنة ، فقال : أعني بعدة من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فإنهم في هذه الأمة كالملح . قال : خذ من اخترت ، فأخذ تسعة وعشرين رجلاً ، منهم أنس بن مالك ، وعمران بن حصين ، وهشام ابن عامر ، وخرج بهم فقدم البصرة ، ودفع كتاب إمرته إلى المغيرة وفيه : أما بعد : فإنه بلغني نبأ عظيم ، فبعثت أبا موسى أميراً ، فسلم إلي ما في يدك ، والعجل .
فرحل المغيرة ومعه أبو بكرة والشهود ، فقدموا على عمر ، فقال له المغيرة : سل هؤلاء الأعبد كيف رأوني ، أمستقبلهم أم مستدبرهم ؟ وكيف رأوا المرأة فعرفوها ؟ فإن كانوا مستقبلي فكيف لم أستتر وإن كانوا مستدبري فبأي شيء استحلوا النظر في منزلي على أمرأتي والله ما أتيت إلا أمرأتي ، وكانت تشبهها .
فشهد أبو بكرة أنه رآه على أم جميل ، يدخله كالميل في المكحلة ، وأنه رآهما مستدبرين ، وشهد شبل ونافع مثل ذلك .
وأما زياد فإنه قالك رأيته جالساً بين رجلي أمرأة ، فرأيت قدمين مخضوبتين تخفقان ، واستين مكشوفتين ، وسمعت حفزانا شديداً .
قال : هل رأيت الميل في المكحلة ؟ قال : لا ، قال : هل تعرف المرأة ؟ قال : لا ، ولكن أشبهها .
قال : ففتح ، وأمر بالثلاثة فجلدوا الحد ، فقال المغيرة : أشفني من الأعبد . قال : اسكت أسكت الله نأمتك ، أما والله لو تمت الشهادة لرجمتك بأحجارك .
وفي هذه السنة تزوج عمر أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ، وهي بنت فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ودخل بها في ذي القعدة .
وحج عمر رضي الله عنه بالناس في هذه السنة .
وفي هذه السنة أسلم كعب الأحبار .
وفيها ، في ذي الحجة حول عمر رضي الله عنه المقام إلى موضعه اليوم ، وكان ملصقاً بالبيت .

الصفحة 220