كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 225 """"""
وقد تقدم في أثناء السيرة النبوية خبر وفد نجران ، وسؤالهم أن يبعث معهم ما يحكم بينهم ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " ائتوني العشية أبعث معكم القوى الأمين " ، فبعثه معهم .
وروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن أهل اليمن قدموا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقالوا : أبعث معنا رجلاً يعلمنا . فأخذ بيد أبي عبيدة ، وقال : هذا أمين هذه الأمة .
وقال أبو بكر رضي الله عنه يوم السقيفة : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، يعني عمر وأبا عبيدة .
وقال له عمر رضي الله عنهما ، إذ دخل عليه الشام ، وهو أميرها : كلنا غيرته الدنيا غيرك .
وكانت سنة يوم توف ثمانياً و خمسين سنة ، وكانت وفاته رضي الله عنه بالأردن ، وصلى عليه معاذ بن جبل ، ونزل في قبره هو وعمرو ابن العاص ، والضحاك بن قيس .
وقبر أبي عبيدة بالقرب من قربة عميا من غور الشام معروف هناك ، قد زرته أنا غير مرة رضي الله عنه .
ومنهم : معاذ بن جبل ، وهو أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل ابن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن إدي بن سعد بن علي بن أسد بن شاردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ثم الجشمي .
وقد نسبه بعضهم في نسب بني سلمة بن سعد بن علي ، قال ابن اسحاق : معاذ بن جبل من بني جشم بن الخزرج ، وإنما ادعته بنو سلمة ، لأنه كان أخا سهل بن محمد بن الجد بن قيس لأمه .
قال الواقدي وغيره : كان معاذ بن جبل طوالاً ، حسن الشعر عظيم العينين ، أبيض ، براق الثنايا ، لم يولد له قط .
وقال ابن الكلبي ، عن أبيه : إنه ولد له عبد الرحمن بن معاذ . مات بالشام في الطاعون أيضاً ، فانقرض بنو إدي بموته .

الصفحة 225