كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 227 """"""
فأتى معاذ أبا بكر ، فذكر ذلك لهن وحلف له أنه لا يكتمه شيئاً فقال أبو بكر : لا آخذ منك شيئاً ، قد وهبته لك ، فقال : هذا خير حل ، وطاب ، فخرج معاذ عند ذلك إلى الشام . قال أبو عمر : كان عمر قد استعمله في الشام حين مات أبو عبيدة ولما ماتأبو عبيدة ، استعمل عمر بن الخطاب معاذ بن جبل على الشام ، فمات من عامه ؛ وذلك في الطاعون ، فاستعمل موضعه عمرو بن العاص .
وقال المدائني : مات معاذ بناحية الأردن في طاعون عمواس في سنة ثماني عشرة ، وهو بن ثمان وثلاثين .
وقال غيره : كان سنة يوم مات ثلاثاً وثلاثين سنة .
وقبر معاذ بغور الشام ، بالقرب من قرية القصير من شرقيها معروف هناك ، قد زرته غير مرة ، وبينه وبين قبر أبي عبيدة نحو مرحلة .
ومنهم يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف ، كان أفضل بني سفيان ، وكان يقال له يزيد الخير . أسلم يوم فتح مكة ، وشهد حنيناً ، واستعمله أبو بكر رضي الله عنه تعالى عنه وأوصاه ، وخرج يشيعه راجلاً .
وروى أبو بشر الدولابي : أنه مات سنة تسع عشرة بعد أن افتتح قيسارية .
ومنهم الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي ، وهو أخو أبي جهل لأبويه .
أسلم بوم الفتح ، وحسن إسلامه ، وشهد حنيناً ، وأعطاه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مائة من الإبل ، وأعطى المؤلفة قلوبهم ، ثم خرج إلى الشام ف خلافة عمر رضي الله عنه راغباً في الرباط والجهاط فتبعه أهل مكة يبكون فراقه ، فقال : إنها النقلة إلى الله تعالى ، وما كنت لأوثر عليكم أحداً ، فلم يزل بالشام يجاهد حتى مات في طاعون عمواس .

الصفحة 227