كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 230 """"""
رواجب الفرس ، لئن كان ماقلت حقاً ، إنه لرأي لبيب ، وإن كان باطلاً إنه لخدعة أريب . قال : فمرني يا أمير المؤمنين . قال : لا آمرك ولا أنهاك .
قال عمرو بن العاص : يا أمير المؤمنين ، ما أحسن ما صدر هذا الفتى عما أوردته فيه . قال : لحسن مصادره وموارده جشمنا ما جشمناه .
وروى أبو عمر بن عبد البر : أن عمر بن الخطاب رزق معاوية على عمله بالشام عشرة آلاف دينار في كل سنة .
قال المؤرخ : واستعمل عمر رضي الله عنه عمرو بن عنبسة على الأهراء ، وقسم مواريث أهل عمواس ، فورث بعض الورثة من بعض ، وأخرجها إلى الأحياء ، من ورثة كل منهم ، ورجع عمر إلى المدينة في ذي القعدة من السنة .
قال : ولما كان بالشام وحضرت الصلاة قال له الناس : لو أمرت بلالاً فأذن فأمره ، فأذن ، فما بقي أحد ممن أدرك النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وبلال يؤذن إلا بكى حتى بل لحيته ، وعمر أشدهم بكاء ، وبكى من لم يدركه لبكائهم .
وحج عمر رضي الله عنه بالناس في هذه السنة .
سنة تسع عشرة
: في هذه السنة سالت حرة ليلى وهي بالقرب من المدينة ناراً ، فأمر عمر بالصدقة ، فتصدق الناس ، فانطفأت . وفيها مات أبي بن كعب . وقيل : مات سنة عشرين وقيل اثنتين وعشرين . وقيل : اثنتين وثلاثين ، والله تعالى أعلم .
وحج عمر رضي الله عنه بالناس في هذه السنة .

الصفحة 230