كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 232 """"""
بقدامة فجلد ، فغاضب قدامة عمر وهجره ، فلم يزل كذلك حتى حج عمر وقدامة معه ، فلما قفلا من حجهما ، ونزل عمر بالسقيا نام ، فلما استيقظ قال : عجلوا على بقدامة ، فوالله لقد أتاني آت في منامي فقال : يالم قدامة فإنه أخوك .
فلما أتوه أبي أن يأتي ، فأمر عمر به إن أبي أن يجروه إليه ، فجاءه فاستغفر له عمر وكلمه ، فكان ذلك أول صلحهما .
حكاه أبو عمر : قال : وكان قدامة خال عبدالله وحفصة ابني عمر رضي الله عنهم .
ذكر إجلاء يهود خيبر
وفي هذه السنة أجلى عمر رضي الله عنه يهود خيبر ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لما فتح الله عليه خيبر ، دعا أهلها فقال لهم : إن شئتم دفعت إليكم هذه الأموال على أن تعملوها ، وتكون ثمارها بيننا وبينكم ، وأقركم على ما أقره الله عز وجل . فقبلوا ذلك واشترط عليهم ، أنا متى شئنا أن نخرجكم أخرجناكم ، وقد تقدم ذكر ذلك مستوفي في السيرة النبوية ، في غزاة خيبر .
فلما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أقرهم أبو بكر رضي الله عنه على ما اقرهم عليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأقرهم عمر رضي الله عنه بعده إلى هذه السنة .
ثم بلغه أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال في وجعه الذي قبضه الله فيه : " لا يجتمعه في جزيرة العرب دينان " ، ففحص عن ذلك حتى أتاه الثبت ، فأرسل إلى يهود فقال : إن الله قد أذن لي في إجلائكم ، وقد بلغني أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال : لا يجتمعن بجزيرة العرب دينان ، فمن كان عنده عهد من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فليأتني به أنفذه له ، ومن لم يكن عنده عهد فليتجهز للجلاء ، فأجلى من لم يكن عنده عهد من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
وقال ابن إسحاق : حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر ، عن عبد الله بن عمر

الصفحة 232