كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)
"""""" صفحة رقم 234 """"""
وأعاد سعداً على الكوفة ثانية ، ثم عزله ، وولى جبير بن مطعم ، ثم عزله قبل أن يخرج إليها ، وكان سبب عزله أن عمر رضي الله عنه ولاه ، وقال له : لا تذكره لأحد ، فسمع المغيرة بن شعبة أن عمر خلا بجبير بن مطعم ، فأرسل امرأته إلى امرأة جبير لتعرض عليها طعام السفر ، فقالت : نعم ، جيئيني به .
فلما علم المغيرة جاء إلى عمر ، فقال : بارك الله لك فيمن وليت . وأخبره الخبر ، فعزله ، وولى المغيرة بن شعبة الكوفة ، فلم يزل عليها إلى أن قتل عمر : وقيل : إن عمر رضي الله عنه لما أراد أن يعيد سعداً إلى الكوفة أبى عليه ، وقال : أتأمرني أن أعود إلى قوم يزعمون أنى لا أحسن أن أصلي ، فتركه وولى خالد بن الوليد .
وقيل : في سنة اثنتين وعشرين ، قيلك كانت وفابه بحمص ، ودفن في قرية على ميل منهما . وقيل : بل توفي بالمدينة .
ولما حضرته الوفاة قال : لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها وما في جسدي موضع شبر ألا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية ، ثم هاأنذا أموت على فراشي كما يموت العير فلا نامت أعين الجبناء . حكى أبو عمر : انه لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمتها على قبر خالد بن الوليد ، أي حلقت رأسها .
قال المؤرخ : وكان الأمراء في هذه السنة على الأمصار ، عمير بن سعد على دمشق وحوران وحمص وقنسرين والجزيرة . ومعاوية بن أبي سفيان على البلقاء والأردن وفلسطين والسواحل وأنطاكية وقلقية ومعرة مصرين ، والعمال على بقية الأمصار من ذكرنا .
وفيها ولد الحسن البصري والشعبي . وفيها مات العلاء ابن الحضرمي أمير البحرين ، فاستعمل عمر رضي الله عنه مكانه أبا هريرة .
وحج عمر رضي الله عنه بالناس ، واستخلف على المدينة زيد بن ثابت .