كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 235 """"""
سنة اثنتين وعشرين
: في هذه السنة ولد يزيد بن معاوية ، وعبد الملك بن مروان ، وكان عماله على الأمصار من ذكرنا إلا الكوفة والبصرة ؛ فإن عامله على الكوفة المغيرة بن شعبة ، وعلى البصرة أبو موسى .
سنة ثلاث وعشرين
: وفي هذه السنة حج عمر رضي الله عنه بالناس ، وحج معه أزواج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وهي آخر حجة حجها .
فيها كان مقتل عمر رضي الله عنه وأرضاه بمنه وكرمه .
ذكر خبر مقتل عمر بن الخطاب ومدة خلافته
.
قد اختلف في تاريخ مقتل رضي الله عنه ، فقال الواقدي : لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ، وقال الزبير : لأربع بقين من ذي الحجة .
وروى عن معدان بن أبي طلحة اليعمري ، قال : قتل عمر بوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة .
وكانت خلافته رضي الله تعالى عنه عشر سنين ونصفاً وخمس ليال وعمره ثلاث وستون سنة على الصحيح .
وقتله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة ؛ وذلك أن عمر رضي الله عنه خرج بوما يطوف في الأسواق ، فلقيه أبو لؤلؤة فيروز - وكان نصرانياً ، وقيل : مجوسياً - وقد ذكرنا ما كان يقوله لما قدم سبي نهاوند : أكل عمر كبدي ، فلما لقيه قال : يا أمير المؤمنين ، أعدني على المغيرة بن شعبة ؛ فإنه يكلفني خراجاً كثيراً ، قال : كم يحملك ؟ قال : مائتي درهم في الشهر : وقيل : إنه قال : درهمان في كل يوم ، قال : وما صناعتك ؟ قال : نجار نقاش حداد ، قال : فما أرى خراجك كثيراً على ما تصنع من الأعمال ، وقد بلغني أنك تقول . لو أردت أن أصنع رحا نطحن بالري لفعلت . قال : نعم ، قال : فاعمل لي رحا . قال : إن سلمت لأعملن لك رحا يتحدث بها أهل المشرق والمغرب .

الصفحة 235