كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)
"""""" صفحة رقم 239 """"""
فمن يسع أو يركب جناحي نعامة . . . ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق
قضيت أموراً ثم غادرت بعدها . . . بوائق من أكمامها لم تفتق
وما كنت أخشى أن تكون وفاته . . . بكف سبنتي أزرق العين مطرق
والله سبحانه وتعالى أعلم .
ذكر قصة الشورى
قال : وقيل لعمر : لو استخلفت يا أمير المؤمنين ؟ قال : لو كان أبو عبيدة حياً لاستخلفته ، وقلت لربي إن سألني : سمعتك وسمعت نبيك يقول : إنه أمين هذه الأمة ، ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لاستخلفته ، وقلت لربي إن سألني : سمعت نبيك يقول : " إن سالماً شديد الحب لله " .
فقال له رجل : أدّلك على عبد الله بن عمر ؟ فقال : قاتلك الله ما أردت بهذا ويحك كيف استخلف من عجز عن طلاق امرأته لاأرب لنا في أموركم ، ما حمدتها فأرغب فيها لأحد من أهل بتي ، إن كان خيراً قد أصبنا منه ، وإن كان شراً قد صرف عنا ، بحسب آل عمر أن يحاسب منهم رجل واحد ، ويسأل عن أمة محمد أما لقد جهدت نفسي ، وحرمت أهلي ، وإن نجوت كفافاً لا أجر ولا وزر ، إني لسعيد . انظر فإن استخلفت ، فقد استخلف من هو خير مني ، وإن أترك فقد ترك من هو خير مي ، ولن يضيع الله دينه .
فخرجوا ، ثم راحوا فقالوا : يا أمير المؤمنين ، لو عهدت عهداً فقال : قد كنت أجمعت بعد مقالتي أن أنظر فأولي رجلاً أمركم ، وهو أحراكم أن يحملكم على الحق - وأشار إلى علي - فرهقتني غشية ، فرأيت رجلاً دخل الجنة ، فجعل يقطف كل غضة ويانعة فيضمه إليه ، ويصيره تحته ، فعلمت أن الله بالغ أمره ، فما أردت أن اتحملها حياً وميتاً .
عليكم هؤلاء الرهط الذين قالوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : إنهم من أهل الجنة ، وهم : علي وعثمان وعبد الرحمن وسعد ، والزبير بن العوام ، وطلحة بن عبيد الله ، فلتختاروا منهم رجلاً ، فإذا ولوا والياً فاحسنوا موازرته وأعينوه ، وخرجوا .