كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 24 """"""
وعن مالك بن مغول ، عن ابن أبجر ، قال : لما بويع لأبى بكر الصديق جاء أبو سفيان بن حرب إلى علىّ ، فقال : غلبكم على هذا الأمر أرذل بيت في قريش ؟ أما والله لأملأنّها خيلا ورجلا ؟ فقال له علىّ : مازلت عدوّ الإسلام وأهله ، فما ضرّ ذلك الإسلام وأهله شيئا .
إنّا رأينا أبا بكر لها أهلا . ورواه عبد الرزاق ، عن ابن المبارك . وروى أبو عمر بن عبد البر بسنده ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه : أن عليّا والزبير كان حين بويع لأبى بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها في أمرهم ، فبلغ ذلك عمر ، فدخل عليها فقال : يا بنت رسول الله ، ما كان من الخلق أحد أحبّ إلينا من أبيك ، وما أحد أحبّ إلينا بعده منك ، وقد بلغني أن هؤلاء النّفر يدخلون عليك ، ولئن بلغنى لأفعلنّ ولأفعلن ثم خرج وجاءوها فقالت لهم : إن عمر قد جاءني وحلف إن عدتم ليفعلنّ ، وايم الله ليفينّ بها ، فانظروا في أمركم ، ولا تنظروا إلى ؛ فانصرفوا ولم يرجعوا حتى بايعوا لأبى بكر . رضى الله عنهم أجمعين .
وهذا الحديث يردّ قول من زعم أن علىّ بن أبى طالب لم يبايع إلا بعد وفاة فاطمة رضى الله عنها .
ولما بويع لأبى بكر رضى الله عنه ، قال ابن أبى عزّة القرشى الجمحىّ :
شكراّ لمن هو بالثّناء خليق . . . ذهب اللّجاج وبويع الصّدّيق
من بعد ما ذهبت بسعد بغله . . . ورجا رجاءً دونه العيّوق
جاءت به الأنصار عاصب رأسه . . . فأتى به الصديق والفاروق
وأبو عبيدة والّذين إليهم . . . نفس المؤمل للبقاء تتوق
كنّا نقول لها علىّ والرضا . . . عمر وأولاهم بتلك عتيق
فدعت قريش باسمه فأجابها . . . إنّ المنوّة باسمه الموثوق

الصفحة 24