كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)
"""""" صفحة رقم 244 """"""
فقال عبد الرحمن : " فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ، ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً " فرجع علي يشق الناس حتى بايع عثمان وهو يقول : خدعة ، وأي خدعة وقيل لما بايع عبد الرحمن عثمان قال علي : ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا ، فصبر جميل ، والله المستعان على ما تصفون ، والله ماوليت عثمان إلا ليرد الأمر إليك ، والله كل يوم هو في شأن .
فقال عبد الرحمن : يا علي ، لا نجعل على نفسك حجة ولا سبيلاً ، فخرج علي وهو يقولك سيبلغ الكتاب أجله .
فقال المقداد : يا عبد الرحمن ، أما والله لقد تركته ، وإنه من الذين يقضون بالحق وبه يعدلون .
فقالع : يا مقداد : ما رأيت مثل ما أتى إلى اهل هذا البيت بعد نبيهم ، وإني لأعجب من قريش أنهم تركوا رجلاً ، لا أقول ولا أعلم أن رجلاً أقضى بالعدل ، ولا أعلم منه ، أما والله لو أجد أعوانا عليه فقال عبد الرحمن : يا مقداد ، اتق الله ؛ فإنى خائف عليك الفتنة . فقال رجل للمقداد : رحمك الله من أهل هذا البيت ؟ ومن هذا الرجل ؟ قال : أهل البيت بنو عبد المطلب ، والرجل علي بن أبي طالب .
فقال علي : إن الناس ينظرون إلى قريش ، وقريش تنظر بينها : فتقول : إن ولي عليكم بنو هاشم لم تخرج منهم أبداً ، وإن كانت في غيرهم تداولتموها بينكم .
قال : وقدم طلحة في ليوم الرابع الذي بويع فيه عثمان فقيل له : بايعوا لعثمان ، فقال : كل قريش راض به ؟ قالوا : نعم . فأتى عثمان فقال له عثمان : أنت على رأس أمرك ، إن أبيت رددتها .
قال : أتردها ؟ قال : نعم . ثم قال أكل الناس بايعوك ؟ قال ، نعم قال : قد رضيت ، لا أرغب عما أجمعوا عليه ، وبايعه .
حكاه ابن الأثر في تاريخه الكامل ، عن عمر وبن ميمون . وفيه زيادة عن الطبري .
وروى أبو جعفر الطبري رحمه الله في قصة الشورى ، عن المسور بن مخرمة محو مات تقدم ؛ إلا أنه ذكر زيادات ذكرنا بعضها في أثناء هذه القصة ، ونذكر بقيتها الآن .