كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)
"""""" صفحة رقم 249 """"""
وكان عبد الله يتقدم في المواقف بعرفة وغيرها إلى المواضع التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلام يقف فيها ، فكان ذلك يعز على الحجاج ، فأمر الحجاج رجلاً معه حزبه مسمومة ، فلما دفع الناس من عرفة ، لصق به ذلك الرجل ، فأمر الحربة على قدمه وهو فيغرز راحلته ، فمرض منها إياماً ، فدخل عليه الحجاج يعوده ، فقال : من فعل ذلك بك يا أبا عبد الرحمن وخرج عنه . وقيل إنه قال للحجاج : إذ قال : من فعل بك ؟ قال : أنت الذي أمرت بإدخال السلاح في الحرم ، فلبث أياماً ثم مات رضي الله عنه ، وصلى عليه الحجاج .
وأما عبد الرحمن الأكبر ، فإنه أدرك لسنه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولم يخف عنه . وعبد الرحمن الأوسط وهو أبو شحمة هو ؛ الذي ضربه عمرو ابن العاص بمصر في الخمر ، ثم حمله إلى المدينة فضربه أبوه أدب الوالد ، ثم مرض ومات بعد شهر .
كذا رواه معمر عن الزهري ، عن سالمن عن أبيه ، وأهل العراق يقولون : إنه مات تحت سياط عمر .
قال ابن عبد البر : وذلك غلط . وقال الزبير : أقام عليه عمر حد الشراب ، فمرض ومات .
وعبد الرحمن الأصغر ، هو أبو المجبر ، واسم المجبر عبد الرحمن ابن عبد الرحمن بن عمر : سمي المجبر لأنه وقع وهو غلام فتكسر ، فأتى به إلى عمته حفصة أم المؤمنين ، فقيل لها : انظري إلى ابن أخيك المكسر فقالت : ليس بالمكسر ولكنه المجبر .
وقال الزبير : هلك عبد الرحمن الأصغر و ترك ابناً صغيراً ، أو حملاًن فسمته حفصة : عبد الرحمن ، ولقبته المجبر ، وقالت : لعل الله يجبره .