كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)
"""""" صفحة رقم 251 """"""
قال أبو عمر : وكان عبيد الله من أنجاد قريش وفرسانهم ، قتل بصفين مع معاوية ، وكان يومئذ على الخيل ، فرماه أبو زبيد الطائي .
وقيل : كان قد خرج في اليوم الذي قتل فيه ، وجعل امرأتين له بحيث تنظران إلى فعله وهما : أسماء بنت عطارد بن حاجب التميمي ، وبحرية بنت هاني بن قبيصة ، فلما برز شدت عليه ربيعة فنشب بينهم فقتلوه ، وكان على ربيعة يومئذ زياد بن خصفة التميمي ، فقيل له : إن هذه بحرية ، فسقط عبيد الله ميتاً قرب فسطاطة ، وقد بقي طنب في طنبة الفسطاط لا وتد له ، فجروه ، وشدوا الطنب برجله ، وأقبلت امرأتاه حتى وقفتا عليه ، فبكتا وصاحتا ، فخرج زياد بن خصفة فقيل له : إن هذه بحرية بنت هانئ . فقال : ما حاجتك يا بنت أخي ؟ فقالت : زوجي قتل ، تدفعه إلي ، قال : نعم ، فخذيه ، فحملته على بغل ، فذكر أن يديه ورجليه خطتا على الأرض من فوق البغل والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب وهو حسبي ونعم الوكيل ، وصلى الله على سيدنا محمد .
ذكر عمال عمر رضي الله عنه وعنهم وعلى الأمصار
قد ذكرنا عما له في حوادث السنين ، ورأينا أن نجمعهم في هذا الموضع فنقول : كان عماله رضي الله عنهم : على مكة عتاب ابن أسيد ، وعلى اليمن والطائف يعلى بن منية ، وعلى البحرين واليمامة العلاء بن الحضرمي ، ثم عثمان بن أبي العاص ، ثم دثامة ابن مظعون ، ثم أبا بكرة ، وعلى عمان حذيفة بن محصن ، وعلى البصرة - أول من كان بها - قطبة بن قتادة السدوسي ، يغزو بتلك الناحية ، كما كان المثني يفعل بناحية الحيرة . ثم كتب إلى عمر بن بكر ، فسار إلى الأهواز ، فقتله الأعاجم بدارس ، فاستعمل عمر عتبة بن غزوان ، ففتح الأبلة ، ثم سار إلى عمر ، فأعاده إلى عمله ، فمات في الطريق ، فكانت إمارته ستة أشهر ، فاستعمل بعده أبا سبرة بن أبي رهم على أحد الأقوال ، ثم المغيرة بن شعبة ، ثم عزله كما تقدم بيانه ، فاستعمل أبا موسى الأشعري ، ثم صرفه إلى الكوفة ، واستعمل عمر بن سراقة ، ثم صرفه إلى الكوفة ، وصرف أبا موسى إلى البصرة فعمل عليه ثانية ، ثم صرفه و أعاده ثالثة .