كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)
"""""" صفحة رقم 254 """"""
وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بنت عبد شمس بن عبد مناف ، وأمها البيضاء ، أم حكيم بنت عبد المطلب ، عمة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
ولد في السنة السادسة بعد عام الفيل والله سبحانه وتعالى أعلم . بالصواب ، وهو حسبي ونعم الوكيل ، وصلى الله على سيدنا محمد .
ذكر صفته ونبذة من فضائله
كان رضي الله عنه طويل القامة ، حسن الوجه وقيل : كان ربعه ، ليس بالقصير ولا بالطويل ، حسن الوجه رقيق البشرة ، كبير اللحية ، عظيماً أسمر اللون ، كثير الشعر ، ضخم الكراديس ، بعيد ما بين المنكبين ، وكان يصفر لحيته ، ولما كبر شد أسنانه بالذهب ، وهو رضي الله عنه أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالجنة ، ومات وهو عنهم راض .
وله رضى الله عنه فضائل ومآثر وسابقة في الإسلام وقال علي رضي الله عنه : كان عثمان أوصلنا للرحم ، وكان من الذين آمنوا واتقوا وأحسنوا ، والله يحب المحسنين .
واشترى رضي الله عنه بئر رومة ، وكانت ركية ليهودي ، يبيع للمسلمين ماءها ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " من يشتري بئر رومة فيجعلها للمسلمين ، يضرب بدلوه في دلائهم ، وله بها مشرب في الجنة ؟ " فأتى عثمان اليهودي فساومه بها ، فأبى أن يبيعها كلها ، فاشترى منه نصفها باثني عشر ألف درهم فجعله للمسلمين ، فقال له عثمان : إن شئت جعلت على نصيبي يومين ، وإن شئت على يوم ولك يوم ، قال : لا ، بل لك يوم ولي يوم . فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين فلما رأى اليهودي ذلك ، قال : أفسدت على ركبتي ، فاشتر النصف الآخر ، فاشتراه بثمانية آلاف .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : من يزيد في مسجدنا ؟ فاشترى عثمان رضي الله عنه موضع خمس سوار ، فزاده في المسجد .
وجهز رضي الله عنه جيش العسرة بتسعمائة وخمسين بعيراً ، وأتم الألف بخمسين فرساً .