كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 255 """"""
وعن قتادة رضي الله عنه ، قال : حمل عثمان ما في جيش العسرة على ألف بعير ، وسبعين فرساً .
وعن محمد بن بكير : أن عثمان رضي الله عنه ، كان يحيى الليل : أن عثمان رضي الله عنه ، كان يحيى الليل يركعه يقرأ فيها القرآن . وروى أنه كان يصوم الدهر رضي الله عنه .
ذكر بيعة عثمان رضي الله عنه
.
بويع له بالخلافة كما تقدم في قصة الشورى ، وقد اختلف في يوم بيعته ، وهو مرتب على الخلاف في تاريخ وفاة عمر رضي الله عنهما ، فقيل : في يوم السبت غرة المحرم ، سنة أربع وعشرين . ولم يذكر أبو عمر بن عبد البر غيره .
وقيل : يوم الأثنين لليلة بقيت من ذي الحجة ، سنة ثلاث وعشرين ، فاستقبل بخلافته شهر المحرم ، سنة أربع وعشرين ، قاله أبو جعفر .
قال : وقيل : لعشر خلون من المحرم معد مقتل عمر بثلاث ليال .
قال : استخلف وقد دخل وقت العصر ، وقد أذن مؤذن صهيب ، واجتمعوا في ذلك بين الأذان والإقامة ، فخرج فصلى بالناس ، وزادهم مائة مائة ، ووفد أهل الأنصار ، وهو أول من صنع ذلك .
قال : وقيل : لما بايع أهل الشورى عثمان رضي الله عنهن خرج وهو أشدهم كآبة ، فأتى منبر النبري ( صلى الله عليه وسلم ) فخطب فحمد الله واثني عليه وصلى على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : أيها الناس ، إنكم في دار قلعة ، وفي بقية أعمار ، فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون علي ، فلقد أتيتم صبحتم أو مسيتم ، ألا وإن الدنيا طويت على الغرور " فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ؟ واعتبروا بمن مضى ، ثم جدوا ولا تغفلوا ؛ فإنه لا يغفل عنكم .
أين أبناء الدنيا وإخوانها الذين أثاروها وعمروها ، ومتعوا بها طويلاً ألم تلفظهم رموا بالدنيا حيث رمى الله بها . واطلبوا الآخرة ؛ فإن الله عز وجل قد ضرب لها مثلاً والذي هو خير ، فقال : " واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء . . . " إلى قوله : " والباقيات الصالحات خير عن ربك ثوابا وخير أملا "

الصفحة 255