كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 273 """"""
أهل إيذج والأكراد كفروا في السنة الثالثة من خلافة عثمان فنادى أبو موسى في الناس وحضهم على الجهاد ، وذكر من فضل الماشي للجهاد ما ذكر ، فحمل قوم على دوابهم ، وأجمعوا على أن يخرجوا رجاله لينالوا فضل الماشي .
قال آخرون : لا نعجل حتى ننظر مايصنع ، فإن أشبه قوله فعله فعلنا كما يفعل ، فلما خرج أخرج ثقله على أربعين بغلاً ، فعلقوا بعنان دابته ، فقالوا : احملنا على بعض هذه الفضول ، وارغب في المشي كما رغبتنا ، فضربهم بسوط ، وتركوا دابته ، وأتوا عثمان فاستعفوه منه ، وقالوا : ما كل ما نعلم نحب أن تسألنا عنه ، فأبدلنا ما سواه ، فقال : من تحبون ؟ فقال : غيلان بن خرشة ، وفي كل أحد عوض من هذا العبد الذي قد أكل أرضنا .
أما منكم خسيس فترفعونه أما منكم فقير فتجبرونه . يا معشر قريش حتى متى ياكل هذا الشيخ الأشعري هذه البلاد فعزل عثمان أبا موسى ؛ وأمر عبد الله بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي ، وهو بن خال عثمان ، وممن ولد على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) . وعزل أيضاً عثمان بن أبي العاص عن عمان والبحرين ، واستعمل عبد الله على ذلك كله ، وكان إذ ذاك بن خمس وعشرين سنة .
واستعمل عثمان رضي الله عنه على خراسان عمير بن عثمان بن سعد ، فأثخن في خراسان حتى بلغ فرغانة ، فلم يدع دونها كورة إلا أصلحها .
واستعمل على سجستان عبد الله بن عمير الليثي ، فأثخن فيها إلى كابل .
وبعث إلى مكران عبيد الله بن معمر ، فأثخن فيها حتى بلغ النهر وبعث على كرمان عبد الرحمن بن عبيس .
ثم عزل عبد الله بن عمير عن سجستان . واستعمل عبد الله بن عامر فأقره عليها سنة ثم عزله . واستعمل عاصم بن عمرو ، وعزل عبد الرحمن بن عبيس ، وأعاد عدي بن سهيل ، وصرف عبد الله بن معمر إلى فارس ، واستعمل مكانه عمير بن عثمان ، واستعمل على خراسان أمير بن أحمر اليشكري ، واستعمل على سجستان في سنة أربع عمران بن الفضل البرجمي .

الصفحة 273