كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 275 """"""
سنة ثلاثين
ذكر عزل الوليد بن عقبة عن الكوفة وولاية سعيد بن العاص
في هذه السنة ، عزل عثمان رضي الله عنه الوليد بن عقبة عن الكوفة ، واستعمل عليها سعيد بن العاص ، وكان سبب عزله أن أهل الكوفة نسبوه أنه يشرب الخمر ، وذكروا ذلك لعثمان ، فاستدعاه وطلب من ذكر ذلك عنه ، فقال : أتشهدون أنه يشرب الخمر ؟ فقالوا لا فكيف قلتم عنه أنه يشربها ؟ فقالوا اعتصرناها من لحيته ، وهو يقيئ الخمر ، فأمر بجلده ، فجلده عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أربعين .
وقيل : إن الوليد سكر وصلى بأهل الصبح أربعاً ، ثم التفت إليهم وقال : أزيدكم ؟ فقال بن مسعود : ما زلنا معك في زيادة منذ اليوم ، فقال الحطيئة :
شهد الحطيئة يوم يلقى ربه . . . أن الوليد أحق بالعذر
نادى وقد تمت صلاتهم . . . أأزيدكم ؟ سكراً وما يدري
فأبوا أبا وهب ولو أذنوا . . . لقرنت بين الشفع والوتر
وقال أيضاً
تكلم في الصلاة وزاد فيها . . . علانية وجاهر بالنفاق
ومج الخمر في سنن المصلى . . . ونادى والجميع إلى افتراق
أزيدكم على أن تحمدوني . . . فما لكم وما لي من خلاق
قالوا : ولما استعمل سعيد بن العاص ، قال بعض شعرائهم :
فررت من الوليد إلى سعيد . . . كأهل الحجر إذ جزعوا فباروا
يلينا من قريش كل يوم . . . أمير محدث أو مستشار
لنا نار نخوفها فنخشى . . . وليس لهم ولا يخشون نار
قال : واستعمل عثمان سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية وهو والد عمرو بن سعيد الأشدق ، فسار إلى الكوفة ومعه من كان قد شخص من أهل الكوفة مع الوليد ، فلما وصلها صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : والله لقد بعثت

الصفحة 275