كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)
"""""" صفحة رقم 278 """"""
قال : فعرف الناس فضل عثمان إلا أهل الكوفة ، فإن المصحف لما قدم عليهم فرح به الصحابة ، وامتنع عبد الله بن مسعود ومن وافقهم . فقام بن مسعود . فيهم فقال : ولا كل ذلك ، فإنكم قد سبقتم سبقاً بيناً ، فاربعوا على ظلعكم .
ولما قدم علي رضي الله عنه إلى أهل الكوفة ، قام إليه رجل ، وعاب عثمان بجمعة الناس على الصحف ، فنهاه ، وقال : لو وليت منه ما ولى عثمان سلكت سبيله رضي الله عنهما .
وفيها زاد عثمان رضي الله عنه النداء الثالث يوم الجمعة على الزوراء ، الله سبحانه وتعالى أعلم .
ذكر سقوط خاتم النبي ( صلى الله عليه وسلم )
وفيها سقط خاتم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من يد عثمان في بئر أريس وهي على ميلين من المدينة ، وكانت قليلة الماء ، فما أدرك قعرها بعد ، ولما سقط من يده ، نزحوا فيها من الماء فما قدروا عليه ، فلما أيس منه صنع خاتماً آخر على مثاله ونقشه ، فكان في إصبعه حتى قتل .
وقيل : إنه نقش عليه : " آمنت بالذي خلق فسوى " وقيل : كان عليه " لتنصرن أو لتندمن " ، والله تعالى أعلم .
ذكر خبر أبي ذر الغفاري في إخراجه إلى الربدة وما تكلم الناس به في ذلك ووفاة أبي ذر رضي الله عنه
.
وفي سنة ثلاثين أخرج عثمان رضي الله عنه أبا ذر الغفاري ، وأسمه جندب بن جنادة .
وقد ذكر في سبب ذلك أمور كثيرة ، منها ما أورده أبو أحمد يحيى بن جابر البلاذري ، في كتاب " جمل أنساب الأشراف " وغيره .