كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 284 """"""
ولعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، فضائل كثيرة ، ومناقب جمة ، منها أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خلفه في سفر .
وروى عنه ( صلى الله عليه وسلم ) . انه قال : " عبد الرحمن بن عوف سيد من سادات المسلمين " وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " عبد الرحمن بن عوف أمين في السماء ، وأمين في الأرض " .
كان رضي الله عنه رجلاً طويلاً ، أجنأ ، أبيض مشرباً بحمرة ، حسن الوجه ، رقيق البشرة ، لا يغير لحيته ولا رأسه .
وروى عن سهلة بنت عاصم زوجته قالت : كان عبد الرحمن أبيض العينين ، أهدب الأشفار ، أقنى ، طويل النابين الأعليين ، وربما أدمياً شفته ، له جمة ، ضخم الكفين ، غليظ الأصابع ، جرح يوم أحد إحدى وعشرين جراحة ، وجرح في رجله ، فكان يعرج منها .
وقال عمر بن عبد البر : كان عبد الرحمن تاجراً مجدوداً في التجارة وكسب مالاً كثيراً ، وخلف ألف بعير ، وثلاثة آلاف شاة ، ومائة فرس ترعى بالبقيع ، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحاً فكان يأخذ من ذلك قوت أهله سنة ، وخلف مالاً كثيراً جداً .
روى عمرو بن دينار ، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال : صالحنا أمرأة عبد الرحمن بن عوف التي طلقها في مرضه عن ثلث الثمن ، بثلاث وثمانين ألفاً .
وروى غيره أنها صولحت بذلك على ربع الثمن من ميراثه .
وحكى بن الأثير في تاريخه الكامل : أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أوصى لكل رجل بقي من أهل بدر باربعمائة دينار ، وكان عدتهم يومئذ مائة رجل ، وقسم ماله على ستة عشر سهماً ، فكان كل سهم ثمانين وألف دينار .

الصفحة 284