كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 285 """"""
وقال أبو عمر : وروى أنه أعتق في يوم واحد ثلاثين عبداً . ولما حضرته الوفاة بكى بكاء شديداً ، فسئل عن بكائه فقال : إن مصعب بن عمير كان خيراً مني ، توفي على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولم يكن له ما يكفن فيه ، وإن حمزة بن عبد المطلب كان خيراً مني لم نجد له كفناً ، وإني أخشى أن أكون ممن عجلت له طيباته في حياته الدنيا ، أو أخاف أن أحتبس عن أصحابي بكثرة مالي .
وقد تقدم أن هذا المال الذي أكتسبه كان ببركة دعاء رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
وكانت وفاته رضي الله عنه بالمدينة . في هذه السنة .
وقيل : في سنة إحدى وثلاثين ، وصلى عثمان رضي الله عنه عليه بوصية منه ، ودفن بالبقيع .
واختلف في مبلغ سنة ، فقيل : توفي وهو بن خمس وسبعين ، وقيل : اثنتين وسبعين ، وقيل : ثمان وسبعين . والله أعلم .
سنة إحدى وثلاثين
ذكر خبر من سار من أهل الكوفة إلى الشام وما كان من أمرهم
في هذه السنة سير عثمان رضي الله عنه نفراً من أهل الكوفة إلى الشام ، وكان سبب ذلك إن سعيد بن العاص لما ولاه عثمان الكوفة اختار وجوه الناس ، وأهل القادسية ، وقراء أهل الكوفة ، فكان هؤلاء يدخلون عليه منزله ، وإذا خرج فكل الناس يدخلون عليه ، فدخلوا عليه يوماً ، فبينما هم يتحدثون ، قال حبيش بن فلان : ما أجود طلحة بن عبيد الله فقال سعيد : إن من له مثل النشاستج لحقيق أن يكون جواد ، والله لو كان لي مثله لأعاشكم الله به عيشاً رغداً فقال عبد الرحمن بن حبيش ، وهو حدث : والله لوددت أن هذا الملطاط . لك ، وهو ما كان للأكاسرة على جانب الفرات الذي يلي الكوفة ، فقالوا : فض الله فاك ، والله لقد هممنا بك ، فقال أبوه : غلام فلا تجاوزه ، فقالوا : يتمنى سوادنا ،

الصفحة 285