كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)
"""""" صفحة رقم 290 """"""
فكتب إلى عثمان نحو ما تقدم ، فكتب إليه يأمره أن يردهم إلى سعيد بن العاص إلى الكوفة ، فردهم ، فأطلقوا ألسنتهم ، فضج سعيد منهم إلى عثمان ، فكتب إليه أن يسيرهم إلى عبد الرحمن بن خالد بحمص ، فسيرهم إليه ، فأنزلهم وأجرى عليهم رزقاً . وكانوا : الأشتر ، وثابت بن قيس الهمذاني ، وكميل بن زياد ، وزيد وصعصعة ابنا صوحان ، وجندب بن زهير الغامدي ، وجندب بن كعب الأزدي ، وعروة بن الجعد ، وعمرو بن الحمق الخزاعي ، وابن الكواء .
وفيها مات المقداد بن عمرو ، المعروف بابن الأسود ، وتوفي الطفيل والحصين ابنا الحارث بن عبد المطلب بن هاشم .
وحج عثمان بالناس .
سنة أربع وثلاثين
ذكر خبر يوم الجرعة وعزل سعيد وخروجه عن الكوفة واستعمال أبي موسى الأشعري
وفي هذه السنة توجه سعيد بن العاص أمير الكوفة إلى عثمان ، وقد استعمل على أعماله قبل مسيرة بسنة وبعض أخرى على أذربيجان الأشعث بن قيس ، وعلى الري سعيد بن قيس ، وعلى همذان النسير العجلي ، وعلى أصبهان السائب بن الأقرع ، وعلى ماه مالك بن حبيب ، وعلى الموصل حكيم بن سلام الحراني ، وعلى قرقيسيا جرير ابن عبد الله ، وعلى الباب سليمان بن ربيعة ، وعلى حلوان عتيبة ابن النهاس . وجعل القعقاع بن عمرو على الحرب ، وخلت الكوفة من الرؤساء .
فخرج يزيد بن قيس وهو يريد خلع عثمان ، ومعه الذين كان ابن السوداء يكاتبهم ، فأخذه القعقاع بن عمرو فقال : إنما نستعفي من سعيد .
فتركه ، وكاتب يزيد النفر الذين كانوا سيروا من الكوفة إلى الشام في القدوم عليه ، فسار الأشتر . فلم يفجأ الناس بالكوفة يوم جمعة إلا والأشتر على باب المسجد يقول : جئتكم من عند أمير المؤمنين عثمان ، وتركت سعيداً يريده على نقصان نسائكم على مائة درهم ، ورد أولى البلاء منكم إلى ألفين ، ويزعم أن فيكم بستان قريش ، فاستخلف الناس ، وجعل أهل الرأي ينهونهم فلا يسمعون منهم .