كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 299 """"""
قال : فابعث إليك جنداً منهم يقيمون معك لنائبة إن نابت المدينة ، فقال : لا أضيق على جيران رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال : والله إنك لتغتالن ، فقال : حسبي الله ونعم الوكيل .
وخرج معاوية فمر بنفر من المهاجرين ؛ فيهم علي و طلحة والزبير وعلى معاوية ثياب سفره ، فقام عليهم ، فقال : إنكم قد علمتم أن هذا الأمر كان الناس يتغالبون فيه حتى بعث الله نبيه ، فكانوا متفاضلين بالسابقة والقدمة والاجتهاد ، فإن أخذوا بذلك فالأمر أمرهم ، والناس لهم تبع ، وإن طلبوا الدنيا بالتغلب سلبوا ذلك ورده الله إلى غيرهم ، وإن الله على البدل القادر ، وإني قد خلفت فيكم شيخاً فاستوصوا به خيراً ، وكاتفوه تكونوا أسعد منه بذلك .
وودعهم ومضى إلى الشام .
فقال علي رضي الله عنه : كنت أرى في هذا خيراً .
فقال الزبير : والله ماكان قط أعظم في صدرك وصدورنا منه اليوم . والله سبحانه وتعالى أعلم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
سنة خمس وثلاثين
ذكر مسير من سار إلى عثمان رضي الله عنه من أهل الأمصار
قال : ولما فصل الأمراء عن المدينة ، وقدموا على أمصارهم وذلك في سنة خمس وثلاثين ، وكان المنحرفون عن عثمان قد اتعدوا يوماً يخرجون فيه بالأمصار جميعاً إذا سار عنها الأمراء ، فلم يتهيأ لهم ذلك . ولما رجع الأمراء ولم يتم لهم الوثوب تكاتبوا في القدوم إلى المدينة ، لينظروا فيما يريدون ويسألوا عثمان عن أشياء ، لتطير في الناس .
فخرج المصريون وفيهم عبد الرحمن بن عديس البلوي في خمسمائة .
وقيل : ستمائة ، وقيل : في ألف ، وفيهم كنانة بن بشر الليثي ، وسودان بن حمران السكوني ، وعليهم جميعاً الغافقي بن حرب العكي .
وخرج أهل الكوفة وفيهم زيد بن صوحان العبدي ، والأشتر النخعي ، وزياد بن النضر الحارثي ، وعبد الله بن الأصم العامري ، وهم عداد أهل مصر .

الصفحة 299