كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 309 """"""
قال : ثم قال عثمان للحسن : إن أباك الآن لفي أمر عظيم من أمرك ، فأقسمت عليك لما خرجت عليه ، فتقدموا فقاتلوا ، ولم يستمعوا قوله ، فبرز المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة وكان تعجل الحج في عصابه لينصروا عثمان وهو معه في الدار ، وارتجز .
قد علمت القرون الميل . . . والحلى والأنامل الطفول
لتصدقن بيعتي خليلي . . . بصارم ذي رونق مصقول
لا أستقيل إذ أقلت قيلي وحكى أبو عمر أن المغيرة بن الأخنس قال لعثمان حين أحرقوا بابه : والله لا قال الناس عنا : إنا خذلناك ، وخرج بسيفه وهو يقول :
لما نهدمت الأبواب واحترقت . . . تيممت منهن باباً غير محترق
حقاً أقول لعبد الله آمره . . . إن لم تقاتل لدى عثمان فانطلق
والله أتركه مادام بي رمق . . . حتى يزايل بين الرأس والعنق
هو الإمام فلست اليوم خاذله . . . إن الفرار على اليوم كالسرق
وحمل على الناس فضربه رجل على ساقه فقطعها ، ثم قتله ، فقيل إن الذي قتله تقطع جذاماً بالمدينة .
وقال قتادة : لما أقبل أهل مصر إلى المدينة في شأن عثمان رأى رجل في المنام كأن قائلاً يقول له : بشر قاتل المغيرة بن الأخنس بالنار ، وهو لا يعرف المغيرة ، رأى ذلك ثلاث ليال ، فجعل يحدث أصحابه . فلما كان يوم الدار . خرج المغيرة فقاتل ، والرجل ينظر إليه فقتل ثلاثة ، فلما قتلهم وثب إليه الرجل فحذفه ، فأصاب رجله ، ثم ضربه حتى قتله ، ثم قال من هذا ؟ فقالوا : المغيرة بن الأخنس ، فقال : لا أراني إلا صاحب الرؤيا المبشر بالنار ، فلم يزل بشر حال حتى هلك .
وخرج الحسن بن علي وهو يقول :
لأدينهم ديني ولا أنا منهم . . . حتى يسير إلى طمار شمام

الصفحة 309