كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 310 """"""
وخرج محمد بن طلحة وهو يقول :
أنا ابن من حامي عليه بأحد . . . ورد أحزاباً على رغم معد
وخرج سعيد بن العاص وهو يقول :
صبرنا غداة الدار والموت واقف . . . بأسيافنا دون ابن أروى نضارب
وكنا غداة الروع في الدار نصرة . . . نشافههم بالضرب والموت ثاقب
وكان آخر من خرج عبد الله بن الزبير ، وأقبل أبو هريرة والناس محجمون ، فقال : هذا يوم طاب فيه الضرب ، ونادى : " ياقوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار " وجاء عبد الله بن سلام ينهاهم عن قتله ، فقال : يا قوم ، لا تسلوا سيف الله فيكم ، فوالله إن سللتموه لا تغمدوه ، ويلكم إن سلطانكم اليوم يقوم بالدرة ، فإن قتلتموه لا يقوم إلا بالسيف ، ويلكم مدينتكم محفوفة بالملائكة ، فإن قتلتموه ليتركنها .
فقالوا : يابن اليهودية ، ماأنت وهذا فرجع عنهم . قال : ثم اقتحموا على عثمان داره من دار عمرو بن حازم حتى ملئوها ولم يشعر من بالباب منهم ، ففي ذلك يقول الأحوص يهجو آل حزم
لا ترثين لحزمي رأيت به . . . ضراً ولو طرح الحزمي في النار
الباخسين لمروان بذي خشب . . . والمدخلين على عثمان في الدار
قال : ولما صاروا في الدار ندبوا رجلاً ليقتله ، فدخل عليه فقال : اخلعها ونتركك . قال : لست خالعاً قميصك كساينة الله تعالى حتى يكرم الله أهل السعادة ، ويهين أهل الشقاوة ، فخرج عنه ، فأدخلوا عليه رجلاً من بني ليث ، فقال : لست بصارحبي لأن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) دعا لك أن تحفظ يوم كذا وكذا ، ولن تضيع ، فرجع عنه

الصفحة 310