كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)
"""""" صفحة رقم 313 """"""
وقال محمد بن طلحة : حدثني كنانة مولى صفية بنت حيى بن أخطب ، فقال : شهدت مقتل عثمان ، فخرج من الدار أمامي أربعة من شباب قريش مضرجين بالدم ، محمولين ، كانوا يذودون عثمان وهم الحسن بن علي ، وعبد الله بن الزبير ، ومحمد بن حاطب ، ومروان بن الحكم .
قال محمد بن طلحة : فقلت له : هل ندى محمد بن أبي بكر بشيء من دمه ؟ فقال : معاذ الله ، دخل عليه فقال له عثمان يابن أخي لست بصاحبي وكلمة كلاماً فخرج ، ولم يند بشيء من دمه .
قال : فقلت لكنانة : من قتله ؟ قال : رجل من أهل مصر ، يقال له : جبلة بن الأيهم ، ثم طاف بالمدينة ثلاثاً يقول : أنا قاتل نعثل .
وروى أبو عمر أيضا بسنده إلى مالك بن أنس ، قال : لما قتل عثمان ألقى على المزبلة ثلاثة أيام ، فلما كان في الليل أتاه اثنا عشر رجلاً ، منهم حويطب بن عبد العزي وحكيم بن حزام ، وعبد الله بن الزبير ، وجدى بن مالك بن أبي عامر ، فاحتملوه ، فلما صاروا به إلى المقبرة ليدفنوه ناداهم قوم من بني مازن : والله لئن دفنتموه هاهنا ، لنخبرن الناس غداً ، فاحتملوه ، وكان على باب ، وإن راسه كان على الباب يقول : طق طق حتى صاروا به إلى حش كوكب فاحتفروا له ، وكانت عائشة بنت عثمان معها مصباح في حق ، فلما أخرجوه ليدفنوه صاحت ، فقال لها بن الزبير والله لئن لم تسكتي لأضربن الذي في عيناك ، فسكتت ، فدفن .
قال مالك : وكان عثمان يمر بحش كوكب فيقول : إنه سيدفن هاهنا رجل صالح .
وعن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : أرادوا أن يصلوا على عثمان رضي الله عنه فمنعوه ، فقال أبو جهم بن حذيفة : دعوه ، فقد صلى عليه الله ورسوله .
وقد قيل : إن علي بن أبي طالب ، وطلحة ، والزبير ، وزيد بن ثابت ، وكعب بن مالك ، وعامر بن نمير من أصحابه شهد واجنازته .
وقيل : إنه كفن في ثيابه ولم يغسل .
واختلف في سنة يوم قتل .