كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 314 """"""
فقال ابن إسحاق : قتل وهو ابن ثمانين سنة . وقال غيره : قتل وهو بن ثمان وثمانين ، وقيل : تسعين .
وقال قتادة : قتل وهو بن ست وثمانين سنة .
وقال الوافدي لا خلاف عندنا أنه قتل ، وهو بن اثنتين وثمانين سنة ، وهو قول أبي اليقظان .
ودفن ليلاً بموضع يقال له : حش كوكب ، وكوكب رجل من الأنصار ) الحش : البستان ( ، وكان عثمان قد اشتراه وزاده في البقيع ، وهو أول من قبر فيه .
قال : وقد قيل : إنه صلى عليه عمرو بن عثمان ابنه ، وقيل : بل صلى عليه حكيم بن حزام ، وقال : بل صلى عليه المسور بن مخرمة . وقيل : بل جبير بن مطعم . وقيل : بل مروان بن الحكم ، وقيل : كانوا خمسة أوستة وهم : جبير بن مطعم ، وحكيم بن حزام ، وأبو جهم بن حذيفة ، ونيار بن مكرم ، وزوجتاه نائلة وأم البنين بنت عيينة .
ونزل قبره دينار ، وأبو جهم ، وجيبر ، وكان حكيم ونائلة وأم البنين يدلونه ، فلما دفنوه غيبوا قبره .
وروى أبو الفرج الأصفهاني بسند رفعه إلى نائلة بنت الفرافصة : كتبت إلى معاوية ، وبعثت بقميص عثمان رضي الله عنه مع النعمان بن بشير وعبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة : من نائلة بنت الفرافصة ، إلى معاوية بن أبي سفيان : أما بعد بنت الفرافصة ، إلى معاوية بن أبي سفيان : أما بعد ، فإني أذكركم بالله الذي أنعم عليكم ، وعلمكم الإسلام وهداكم من الضلالة ، وأنقذكم من غواية الكفر ، ونصركم على العدو ، واسبغ عليكم النعمة ، فأنشدكم الله تعالى ، وأذكركم حقه وحق خليفته أن تنصروه بعزمة الله عليكم ، فإنه قال تعالى : " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما ، فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله " وإن أمير المؤمنين بغي عليه ، ولو لم يكن له عليكم حق إلا حق الولاية ثم أتى لحق على كل مسلم يرجو أيام الله أن ينصره لقدمه في الإسلام ، وحسن بلائه ؛ فإنه أجاب داعي الله ، وصدق كتابه ورسوله ، والله أعلم به إذا انتجبه ، فأعطاه شرف الدنيا ، وشرف الآخرة .

الصفحة 314