كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)
"""""" صفحة رقم 318 """"""
فلما قدمت على عثمان قعد على سريره ، ووضع لها سريراً حياله ، فجلست عليه ، فوضع عثمان قلنسيته فبدأ الصلع ، فقال : يا بنت الفرافصة ، لا يهولنك ما ترين من صلعي ، فإن وراءه ما تحبين ، وقال : إما أن تقومي إلي ، وإما أن أقوم إليك .
فقالت : أما ذكرت من الصلع فإني من نساء أحب بعولتهن إليهن السادة الصلع ، وأما قولك : إما أن تقومي إلي ، وإما أن أقوم إليك ، فوالله ما تجشمت من جنبات السماوة أبعد مما بيني وبينك ، بل أقوم إليك : فقامت فجلست إلى جنبه ، فمسح راسها ودعا لها بالبركة ، ثم قال لها : اطرحي عنك رداءك ، فطرحته ، ثم قال لها : خمارك ، فطرحته ، ثم قال لها : انزعي درعك . فنزعته ، ثم قال لها : حلي إزارك .
فقالت : ذا إليك ، فحل إزارها ، وكانت من أحظى النساء عنده .
ولدت مريم . وقيل : ولدت له أم البنين بنت عيينة عبد الملك ، وعثمة وولدت له نائلة عنبسة ، وكان له منها أيضاً ابنة تدعى أم المؤمنين وأم البنين ، كانت عند عبد الله بن يزيد بن أبي سفيان .
وقتل عثمان وعنده رملة بنت شيبة ، ونائلة أم البنين ، وفاخته ، غير أنه طلق أم البنين ، وهو محصور .
فهؤلاء أزواجه في الجاهلية والإسلام ، وأولاده رضي الله عنه .
كتابه وقضاته وحجابه وأصحاب شرطته
.
كاتبه مروان بن الحكم ، وقاضيه كعب بن سور ، وحاجبه عمران ، مولاه ، وصاحب شرطته عبد الله بن قيفذ التميمي ، وهو أول من اتخذ صاحب شرطة ، وكان على الديوان وبيت المال زيد بن ثابت .
والله تعالى أعلم بالصواب ، وهو حسبي ونعم الوكيل .
ذكر عماله على الأمصار في سنة مقتله
. كان عماله في هذه السنة على مكة عبد الله بن الحضرمي ، وعلى الطائف القاسم بن ربيعة الثقفي ، وعلى صنعاء يعلى بن منية ، وعلى الجند عبد الله بن ربيعة ، وعلى البصرة عبد الله بن عامر ، وكان قد خرج منها ولم يول عثمان عليها أحداً ، وعلى الكوفة أبو موسى الأشعري ، وعلى الصلاة ، وعلى خراج السواد جابر بن فلان