كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)
"""""" صفحة رقم 35 """"""
مالي ولك يا فيروز فخشى إن رجع أن يهلك وتهلك المرأة ، فعاجله فخالطه وهو مثل الجمل ، فأخذ برأسه فقتله ، فدقّ عنقه ، ووضع ركبتيه في ظهره فدقّه ، ثم قام ليخرج ، أخذت المرأة بثوبه ، وهي ترى أنّه لم يقتله ، فقالت : أين تدعني ؟ قال : أخبر أصحابي بمقتله ؛ فأتانا ، فقمنا معه ، فأردنا حزّ رأسه ، فحرّكه الشيطان فاضطرب فلم يضبطه . فقلت : اجلسوا على صدره ، فجلس اثنان على صدره ، وأخذت المرأة بشعره ، وسمعنا بربرة ، فأمرّ الشّفرة على حلقه ، فخار كأشدّ خوار ثور سمعته قطّ .
فابتدر الحرس الباب وهم حول المقصورة ، فقالت المرأة : النبي يوحى إليه ؛ فخمد ، ثم سمرنا ليلتنا ونحن نأتمر كيف نخبر أشياعنا ؛ ليس غيرنا ثلاثتنا فيروز وداذويه وقيس ، فاجتمعنا على النداء بشعارنا الذي بيننا .
روى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال : أتي الخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم من السماء الليلة التي قتل فيها العنسيّ ليبشّرنا فقال : قتل الأسود البارحة ، قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين قيل : ومن هو ؟ قال : فيروز .