كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 37 """"""
ذكر غزوة أبي بكر وقتاله أهل الردة وعبس وذبيان
قالوا : لما قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ارتدّت العرب كلّها إلا قريشاّ وثقيفا ، وأتت وفود العرب إلى أبي بكر الصّديق رضي الله عنه مرتدّين يقروّن بالصّلاة ، ويمنعون الزكاة ، فلم يقبل ذلك منهم وردّهم ، وقال : والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدّونها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لقاتلتهم عليها . وخرج في جمادى الآخرة منها ، واستخلف على المدينة أسامة بن زيد ، وقيل : سنانا الضّمرىّ ، وسار فنزل بذى القصّة .
وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث نوفل بن معاوية الدّيملىّ على الصّدقة ، فلقيه خارجة بن حصين بالشّربّة فأخذ ما في يديه ، وردّه على بني فزارة ، ورجع نوفل إلى أبي بكر بالمدينة .
فأوّل حرب كانت في الرّدة بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حرب العنسىّ باليمن ، ثم حرب خارجة بن حصين ومنظور بن زبّان بن سيار في غطفان ، والمسلمون غارّون ، فانحاز أبو بكر إلى أكمة فاستتر بها ، ثم هزم الله المشركين .
وروى أن أوّل غزاة غزاها أبو بكر ، كانت إلى بنى عبس وذبيان ، وأنه قاتلهم وهزمهم ، وأتبعهم حتى نزل بذي القصّة ، وكان ذلك أول الفتح ، ووضع أبو بكر رضى الله عنه : ليقتلنّ في المشركين بمن قتلوا من المسلمين وزيادة .
وقدمت رسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من اليمن واليمامة وبلاد بنى أسد ، ووفود من كان كاتبه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) .

الصفحة 37