كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 4 """"""
وقال مصعب الزّبيريّ وطائفة من أهل النّسب : إنمّا سمّى عتيقا لأنّه لم يكن فى نسبه شىء يعاب . وقال آخرون : كان له أخوان : أحدهما يسمّى عتيقا ، والآخر عتيقاّ ؛ مات عتيق قبله ، فسمّى باسمه .
وروى عن موسى بن طلحة ، قال : سألت أبى طلحة بن عبيد الله ، قلت له : يا أبت ، بأي شئ سمّى أبو بكر عتيقا ؟ قال : كانت أمه لا يعيش لها ولد ، فلمّا ولدته استقبلت به البيت ، وقالت : اللهمّ إن هذا عتيقك من الموت فهبه لي .
وقال آخرون : إنّما سمّى عتيقاً لأن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : " من سرّه أن ينظر إلى عتيق من النّار فلينظر إلى هذا " فسمّى عتيقاّ بذلك .
وروى عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها ، قالت : إني لفى بيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأصحابه بالفناء : ؛ وبينهم الستر ، إذ أقبل أبو بكر رضى الله عنه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " من سرّه أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى هذا " قالت : وإن اسمه الذي سمّاه أهله لعبد الله بن عثمان ، وسمّى رضى اله عنه بالصدّيق ؛ لمبادرته إلى تصديق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى خبر الإسراء .
وقال محجن الثقفي في أبى بكر رضى الله عنه :
وسمّيت صدّيقاّ ، وكلّ مهاجر . . . سواك تسمّى باسمه غير منكر
سبقت إلى الإسلام ، والله شاهد . . . وكنت جليسا بالعريش المشهر
وبالغار إذ سمّيت بالغار صاحباّ . . . وكنت رفيقا للنّبيّ المطهّر
يعنى بقوله : " بالعريش " في يوم بدر ؛ لأنه رضى الله عنه كان مع رسول الله صلى الله صلىّ عليه وسلّم في العريش ؛ لم يكن معه فيه غيره . وبقوله : " وبالغار إذ سمّيت بالغار صاحبا " قوله تعالى : " ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا "

الصفحة 4