كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)
"""""" صفحة رقم 42 """"""
عليه بالمعروف " وإنّما يقاتل من كفر بالله على الإقرار بما جاء من عند الله " ، وإذا أجاب الدّعوة لم يكن عليه سبيل ، وكان الله حسيبه فيما استسر به ، ومن لم يجب داعية الله قتل وقوتل حيث كان ، وحيث كان بلغ مراغمه ؛ لا يقبل من أحد شيئاً أعطاه إلاّ الإسلام ، فمن أجابه وأقرّ قبل منه وعلّمه ، ومن أبي قاتله ؛ فإن أظهره الله عليه قتل منهم كلّ قتلة ، بالسلاح والنّيران ، ثم قسم ما أفاء الله عليه إلاّ الخمس ، فإنه يبلّغناه ، وأن يمنع أصحابه العجلة والفساد ، وألاّ يدخل " فيهم حشواً حتى يعرفهم ويعلم ما هو ؛ لا يكونوا عيوناً ، ولئلاّ يؤتى المسلمون من قبلهم وأن يقتصد " بالمسلمين ، ويرفق بهم في السير والمنزل ، ويتفقدهم ولا يعجل بعضهم عن بعض ، ويستوصى بالمسلمين في حسن الصحبة ولين القول . والله تعالى أعلم بالصواب ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وصلى الله على سيدنا محمد .
ذكر خبر طليحة الأسدى وما كان من أمره وأمر من اتبعه من قبائل العرب وما آل إليه أمره بعد ذلك
كان خبر طليحة بن خويلد الأسدىّ ؛ أسد خزيمة ، أنّه ارتد في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلم وادّعى النّبوة ، فلمّا ظهر أمره وجّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ضرار بن الأزور إلى عمّاله على بنى أسد ، وأمرهم بالقيام في أمر طليحة ومن ارتدّ معه ، ونزل المسلمون بواردات ، ونزل المشركون بسميراء . فضعف أمر طليحة ، ومازال المسلمون فى نماء ، والمشركون في نقصان حتى همّ ضرار بن الأزور أن يسير إلى طليحة ، ولم يبق أحد إلاّ أخذه سلما ، فأتّفق أنّه ضرب ضربة بسيف فنباعنه ، وشاعت تلك الضربة في النّاس ، وقالوا : إنّ السلاح لا يعمل في طليحة ، فبينما الناس على ذلك إذ ورد الخبر بوفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، فما