كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)
"""""" صفحة رقم 45 """"""
فليفعل ، ثم سلك الجوشية ولحق بالشام فارفضّ جمعه ، وقتل الله من قتل منهم ، وأتت قبائل سليم وهوازن وفزارة أسد وغطفان ، وتلك القبائل يقولون : ندخل فيما خرجنا منه ، ونؤمن بالله وبرسوله ونسلّم لحكمه في أموالنا وأنفسنا . فبايعهم خالد بن الوليد على الإسلام ، ثمّ أقبلت بنو عامر بعد هزيمة أهل بزاخة ، يقولون : ندخل فيما خرجنا منه ، فبايعهم خالد على ما بايع عليه أهل البزاخة من أسد وغطفان وطيّىء قبلهم ، وأعطوه بأيديهم الإسلام . قال أبو الحسن علىّ المعروف بابن الأثير : وكانت بيعته : عليكم عهد الله وميثاقه لتؤمننّ بالله ورسوله ، ولتقيمنّ الصلاة ولتؤتنّ الزكاة ، وتبايعون على ذلك أبناءكم ونساءكم فيقولون : نعم ، ولم يقبل من أحد منهم إلا أن يأتوه بالذين حرقوا ومثلوا وعدوا على المسلمين في حال ردتهم فأتوه بهم فقبل منهم إلا قرة بن هبيرة سيد بني عامر ونفر معه أوثقهم ومثل بالذين عدوا على المسلمين فأحرقهم بالنيران بالحجارة ، ورمى بهم من الجبال ، ونكّسهم في الآبار وأرسل إلى أبي بكر يعلمه ما فعل ، ورضخهم ، وبعث بقرّة وبالأسارى إلى أبي بكر رضى الله عنه وكتب إليه : إنّ بنى عامر أقبلت بعد إعراض ، ودخلت في الإسلام بعد تربّص ، وإنّى لم أقبل من أحد سألنى شيئاً حتى يجيئونى بمن عدا على المسلمين ، فقتلتهم كلّ قتلة ، وبعثت إليك بقرّة وأصحابه . فكتب أبو بكر إليه : ليزدك ما أنعم لله به عليك خيراً ، فاتّق الله في أمرك ، فإنّ الله مع الّذين اتقوا والّذين هم محسنون ، جدّ في أمر الله ولا تنينّ ولا تظفرنّ بأحد قتل المسلمين إلا قتلته ، ونكّلت به غيره .
وكان عيينة بن حصن ممن أسر ، روى عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود . قال : أخبرني من نظر إلى عيينة بن حصن مجموعة يداه إلى عنقه في حبل ،