كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)

"""""" صفحة رقم 46 """"""
ينخسه غلمان المدينة بالجريد يقولون : أي عدوّ الله ، أكفرت بالله بعد إيمانك فيقول : والله ما كنت آمنت بالله قطّ ؛ حكاه أبو جعفر الطبرى .
قال : فتجاوز أبو بكر رضى الله عنه ، وحقن له دمه . والله سبحانه وتعالى أعلم . وأمّا طليحة وما آل إليه أمره ؛ فإنّه لحق بالشام ، ثم نزل على كلب ، فأسلم حين بلغه إسلام أسد وغطفان ، ولم يزل في بنى كلب حتى مات أبو بكر الصديق رضى الله عنه . وخرج في خلافة أبي بكر إلى مكة معتمرا ، ومرّ بجنبات المدينة . فقيل لأبي بكر هذا : طليحة ، فقال : ما أصنع به ؟ خلّوا عنه ، فقد هداه الله للإسلام . فمضى نحو مكة ، فقضى عمرته ، ثم أتى عمر بن الخطاب رضى الله عنه للبيعة حين استخلف ، فقال له عمر : أنت قاتل عكّاشة وثابت والله لا أحبّك أبدا ؛ فقال : يا أمير المؤمنين ما تنقم من رجلين أكرمهما الله بيدىّ ، ولم يهنّى بأيديهما فبايعه عمر ورجع إلى دار قومه فأقام حتى خرج إلى العراق .
ذكر خبر تميم وأمر سجاح ابنة الحارث بن سويد
كان من خبر بنى تميم أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قبل وفاته فرّق عمّاله فيهم ، فكان الزّبرقان بن بدر على الرّباب وعوف والأنباء ؛ وكان سهم بن منجاب وقيس بن عاصم على مقاعس والبطون ، وصفوان بن صفوان وسبرة بن عمرو على بنى عمرو هذا على بهدى وهذا على خضم قبيلتين من بني تميم ووكيع بن مالك ومالك بن نويرة على بنى حنظلة ، هذا على بنى مالك ، وهذا على بنى يربوع .
فأمّا صفوان فإنّه لما أتاه الخبر بوفاة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ضرب إلى أبي بكر الصّديق رضى الله عنه بصدقات بنى عمرو وما ولى منها وبما ولى سبرة ، وأقام سبرة فى قومه لحدث إن ناب .

الصفحة 46