كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 19)
"""""" صفحة رقم 50 """"""
وقيل : إنّها صالحت مسيلمة على أن يحمل لها النّصف من غلاّت اليمامة : وأبت إلا السنة المقبلة يسلفها ، فأعطى لها النصف وقال : خلفي على السّلف من يجمعه لك ، وانصرفي أنت بنصف العام ، فانصرفت بالنصّف إلى الجزيرة وخلفت الهذيل وعقة وزياداً لينجزوا النصف الثاني ، فلم يفجأهم إلا دنوّ خالد بن الوليد ، فارفضّوا . وكان من أمر مسيلمة وقتله ما نذكره بعد إن شاء الله تعالى . قال : ولم تزل سجاح بالجزيرة في أخوالها من بنى تغلب حتى نقلهم معاوية بن أبي سفيان عام الجماعة ، وجاءت معهم وحسن إسلامها وإسلامهم ، وانتقلت إلى البصرة وماتت بها .
وقيل : بل لمّا قتل مسيلمة سارت إلى أخوالها بالجزيرة ، فماتت عندهم ، ولم يسمع لها بذكر ، والله تعالى أعلم .
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله : وخرج الزّبرقان والأقرع إلى أبى بكر ؛ وقالا : اجعل لنا خراج البحرين ؛ ونضمن لك ألاّ يرجع من قومنا أحد ، ففعل . وكتب الكتاب ، وكان الذي يختلف بينهم طلحة بن عبيد الله ، وأشهد شهودا ، منهم عمر بن الخطاب ، فلما أتى عمر بالكتاب فنظر فيه لم يشهد ، ثم قال : لا والله لا كرامة ومزقه ومحاه ، فغضب طلحة ، وأتى أبا بكر ، فقال : أنت الأمير أم عمر ؟ فقال : عمر ؛ غير أن الطاعة لي ، فسكت .
وشهد الزبرقان والأقرع مع خالد المشاهد كلها حتى اليمامة ، ثم مضى الأقرع ومعه شرحبيل إلى دومة الجندل .
ذكر مسير خالد إلى البطاح ومقتل مالك بن نويرة
قال أبو جعفر رحمه الله : لما انصرفت سجاح إلى الجزيرة ارعوى مالك بن نويرة ، وندم وتحير في أمره ، وعرف وكيع وسماعة قبح ما أتيا ، فرجعا رجوعاً حسناً ؛